فنار الإسكندرية.. أسطورة ابتلعها الزمن وما تزال تضيء ذاكرة العالم

رغم مرور آلاف السنين، ما زال فنار الإسكندرية القديم،إحدى عجائب الدنيا السبع،يحافظ على حضوره الطاغي في التاريخ الإنساني، على الرغم من اندثاره تحت أمواج الزمن. من على الطرف الشرقي لجزيرة فاروس، كان الفنار يقف شامخاً كحارسٍ أسطوريّ، يوجّه السفن إلى واحد من أهم موانئ العالم القديم، ويُعلن مجد عروس البحر المتوسط للعالم بأسره.
شُيّد الفنار في عهد بطليموس الأول سوتر، واستكمل نجله بطليموس الثاني بناءه عام 280 قبل الميلاد، ليصبح أول منارة حقيقية عرفها التاريخ. وقد وضع تصميمه المهندس الإغريقي العبقري «سوستراتوس»، الذي ابتكر هيكلًا معماريًا فريدًا يتكوّن من ثلاث طبقات: قاعدة مربعة، تعلوها طبقة وسطى، ثم طابق دائري في القمة.
وفي أعلى المنارة، تبرق مرآة عملاقة تعكس ضوء الشمس نهارًا، بينما تشتعل نار قوية ليلًا لتكون دليلاً للمسافرين وسط ظلمة البحر. وكان يتوّج هذا الصرح تمثالٌ لإله البحر لدى اليونانيين، في مشهد يجمع بين قوة العلم وهيبة الأسطورة.
ورغم أن الفنار لم يعد قائمًا اليوم، إلا أن أثره لا يزال ممتدًا؛ فقد وثّقته منظمة اليونسكو باعتباره من أهم الإنجازات الهندسية في التاريخ، لينتقل اسمه من شواطئ الإسكندرية إلى سجلات الإرث الحضاري العالمي.


تعليقات 0