3 ديسمبر 2024 10:02
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

“المساعدات الإنسانية إلى غزة.. بين مطرقة منع الاحتلال وسندان عصابات السرقة

تتصاعد أزمة نهب شاحنات المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، حيث باتت هذه الظاهرة تشكل خطرًا كبيرًا على المجتمع الغزّي الذي يعاني بالفعل من أوضاع إنسانية كارثية.

"المساعدات الإنسانية إلى غزة.. بين مطرقة منع الاحتلال وسندان عصابات السرقة

في خطوة حاسمة، أعلنت وزارة الداخلية التابعة لحركة حماس عن مقتل أكثر من 20 عنصرًا من العصابات المسلحة خلال عملية أمنية موسعة شرق مدينة رفح، جنوبي القطاع.

العملية، التي نُفذت بالتعاون مع لجان عشائرية، تهدف إلى القضاء على هذه الظاهرة التي أثرت بشكل مباشر على توزيع المساعدات وزادت من خطر المجاعة في الجنوب.

وبحسب مصادر أمنية، فإن هذه العصابات ليست مجرد مجموعات خارجة عن القانون، بل هناك دلائل على وجود تواصل بينها وبين الجيش الإسرائيلي الذي يُتهم بتوفير غطاء أمني لتحركاتها.

وتشير التقارير إلى أن هذه العصابات تنصب نقاط تفتيش مؤقتة لإيقاف الشاحنات وإجبار سائقيها على دفع إتاوات تصل إلى 5 آلاف دولار. وفي حال رفض السائق، يتم الاستيلاء على الشاحنة أو محتوياتها.

"المساعدات الإنسانية إلى غزة.. بين مطرقة منع الاحتلال وسندان عصابات السرقة

عملية وزارة الداخلية جاءت بعد ساعات من حادثة نهب كبرى طالت قافلة مساعدات تابعة للأونروا وبرنامج الأغذية العالمي، حيث فُقدت 98 شاحنة من أصل 109 بعد دخولها القطاع.

وأكدت تقارير أممية أن القافلة أُجبرت على استخدام مسار غير تقليدي بناءً على تعليمات مفاجئة من الجانب الإسرائيلي، مما جعلها هدفًا سهلاً لهذه العصابات.

وتخضع المناطق التي تحدث فيها هذه العمليات لرقابة مشددة من القوات الجوية الإسرائيلية باستخدام طائرات مسيّرة، ما يثير تساؤلات حول تغاضي الجيش عن هذه الجرائم.

وبحسب صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، فإن هذه العصابات تعمل بشكل ممنهج وتتمركز قرب معبر كرم أبو سالم، الذي أصبح المنفذ الرئيسي لإدخال المساعدات بعد إغلاق معبر رفح.

من جانبها، أكدت وزارة الداخلية أن الحملة الأمنية لن تتوقف عند هذه العملية، بل ستكون جزءًا من خطة طويلة الأمد تهدف إلى استعادة السيطرة وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها.

"المساعدات الإنسانية إلى غزة.. بين مطرقة منع الاحتلال وسندان عصابات السرقة

كما حظيت هذه الحملة بدعم واسع من الفصائل الفلسطينية التي رأت فيها خطوة ضرورية لحماية الأمن الغذائي في القطاع.

وفي ظل هذه التطورات، تتزايد التحذيرات الدولية من إمكانية تحول الأزمة الغذائية في غزة إلى مجاعة شاملة.

وبينما تواصل الجهات الأمنية جهودها، يبقى الحل النهائي مرهونًا بإنشاء ممرات آمنة ومستقرة لتوصيل المساعدات بعيدًا عن التدخلات العسكرية والعصابات المسلحة.