بدأت الجماعة الإخوانية منذ نعومة أظافرها كجماعة دعوية تهدف إلى زيادة الوعي بالدين الإسلامي واستمرت هكذا لمدة 10 سنوات متتالية، وقصد حسن البنا – مؤسس ومرشد الجماعة – من ذلك سرعة الانتشار واستقطاب الشعب المصري إلى صفوفه مستخدمًا الدين نظرًا للنزعة الدينية العميقة لدى المواطن المصري.
بعد تأكد حسن البنا من قدرة جماعته وقيادتها على خداع الكثير من الشعب المصري باسم الدين وتحديدًا عام 1939 أعلن انتقال تنظيمه الإخواني من مرحلة الدعوة إلى مرحلة السياسة والعمل العسكري، وظهر هذا الإعلان في المؤتمر الخامس للتنظيم عندما أعلن “البنا” ضرورة استخدام القوة حينما لا يجدي غيرها.
واعتبر انصاره وأعضاء تنظيمه هذا الإعلان بمثابة تصريح لهم بتأسيس الذراع العسكري للجماعة “الميليشيات والحركات المسلحة”، وقد كان ذلك في عام 1940 بعد عقد كامل من العمل الدعوي.
هذا ما أكده الكاتب والباحث في شئون الحركات الإسلامية منير أديب في تقرير له على موقع “العربية نت”، الذي أكد أن عناصر التنظيم اعتبرت هذا التحول أمرًا طبيعيًا وسمة أي حركة، وأكدوا أنه من حق حسن البنا أن ينتقل إلى العمل العسكري والسياسي تمامًا كما لأتباعه الحق في الاعتذار عن الاستمرار في الانضمام للتنظيم.
وأشار “أديب” إلى أن “البنا” قد بدأ دخوله للمجال السياسي والعسكري بنظام الكتائب التي كان يعد فيها عناصر الإخوان للانضمام إلى الميليشيات العسكرية الخاصة بالتنظيم، كما قد أنشأت الجماعة نظامًا شبه عسكري يتكون من قادة للإخوان وأفراد صف الإخوان.
وأشار إلى أن البنا أسس فكر التصفية الجسدية داخل أذهان عناصره إلى الحد الذي وصل إلى أنه رغم وفاته إلا أن الأذرع العسكرية التي أسسها ما زالت تتعامل مع المعارضين بأسلوب التصفية الجسدية.
وتابع منير أديب في تقريره أن التنظيم الإخوان استخدم أسلوب الخداع والكذب مثلما كان يتنفس أعضاؤه، وأبرز الدلائل الحديثة على ذلك هو إعلانهم عام 2011 عدم ترشحهم لمنصب رئيس الجمهورية، ثم سرعان ما خالفوا رأيهم وأعلنوا ترشح خيرت الشاطر ثم تم استبعاده وترشيح محمد مرسي عوضًا عنه.
وأكد “منير” أن التنظيم الإخواني يستخدم منطقا يعتمد على الكذب في المقام الأول، إنهم يجيزون استخدام الكذب على الخصم ما دام ذلك في مصلحة الدعوى، كما أنه من الضروري الكذب حتى يخرج المنهج الرباني الذي يعتقدونه إلى النور.
