أبو الغيط: إسرائيل تقوّض الاستقرار الإقليمي وتوسّع دائرة العنف لعقود قادمة

شارك أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في جلسة الحوار التفاعلي غير الرسمي بين أعضاء مجلس الأمن وترويكا القمة العربية على المستوى الوزاري، برئاسة وزير خارجية كوريا الجنوبية تشو هيون، وذلك على هامش اجتماعات الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وحضر الجلسة وزراء خارجية العراق والبحرين والسعودية، إلى جانب ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن.
أشاد أبو الغيط بدور الجزائر خلال عضويتها في المجلس في الدفاع عن القضايا العربية العادلة، متمنياً التوفيق للبحرين التي ستتولى المقعد العربي ابتداءً من العام المقبل. وفي كلمته، وصف الوضع في غزة بأنه “يفوق أي وصف”، مؤكداً أن إسرائيل تمارس حرب إبادة تستهدف المدنيين، خصوصاً النساء والأطفال وكبار السن، في محاولة لتمزيق النسيج المجتمعي الفلسطيني.
وأضاف أن السياسات الإسرائيلية العدوانية تنذر بإشعال المنطقة لعقود قادمة، وتقوّض أي أمل في تسوية سلمية أو استقرار إقليمي.
وأشار الأمين العام إلى أن الاعترافات الدولية المتزايدة بفلسطين والاجتماعات التي عقدت بالأمم المتحدة مؤخراً خلقت زخماً حقيقياً لفتح مسار جاد نحو إنهاء الحرب وتجسيد الدولة الفلسطينية على أساس حل الدولتين، محذراً من أن البديل هو المزيد من الدماء والمعاناة.
وفي ملف السودان، حذّر أبو الغيط من المخاطر المتزايدة نتيجة غياب الحل السياسي، مؤكداً أن الجامعة تركز جهودها على تسهيل محادثات بين الأطراف المدنية، وبناء الثقة تمهيداً لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية. أما بشأن ليبيا، فقد جدّد التزام الجامعة بوحدتها وسيادتها، رافضاً التدخلات الخارجية، داعياً الفاعلين الليبيين لاستثمار الفرصة التي تتيحها خارطة الطريق الأممية للتوصل إلى تسوية شاملة.
وفي الشأن اليمني، وصف الأزمة المستمرة منذ عقد بأنها “واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية”، مشدداً على أن الحل السياسي الشامل بعيداً عن التدخلات الخارجية هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع وتداعياته الخطيرة على أمن الملاحة في البحر الأحمر.
كما تطرّق أبو الغيط إلى الوضع السوري، واعتبر أن البلاد تمر بمرحلة انتقالية صعبة في طريق التعافي ولمّ الشمل الوطني، مؤكداً أن الجامعة تواصل دعمها لسوريا مع الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها، مديناً الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضيها، وداعياً المجتمع الدولي لدعم جهود إعادة الإعمار.
أما في لبنان، فأكد دعم الجامعة العربية لقرار الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة، معتبراً أن ذلك ضرورة لضمان الاستقرار وتعزيز مفهوم الدولة الحديثة. وأدان الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، داعياً المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لتنفيذ القرار 1701 والانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية.
وختم أبو الغيط بالتأكيد على أن استمرار التوترات في المنطقة يهدد الأمن الإقليمي والسلام الدولي، مجدداً مطالبة مجلس الأمن بتحمل مسئولياته السياسية والقانونية، وتعزيز التعاون مع الجامعة العربية في قضايا الوساطة، والإنذار المبكر، والتنسيق في الملفات المشتركة.
تعليقات 0