2 أكتوبر 2025 19:37
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

أمريكا اللاتينية تثور دبلوماسيًا.. كولومبيا تطرد إسرائيل والبرازيل وتشيلي والمكسيك يتحدون دفاعًا عن غزة

في تصعيد غير مسبوق، فجّرت حادثة اعتراض البحرية الإسرائيلية لأسطول الصمود العالمي المتجه إلى قطاع غزة عاصفة من المواقف الغاضبة في أمريكا اللاتينية، لتتحول المنطقة إلى جبهة سياسية ودبلوماسية ضاغطة على تل أبيب، وسط اتهامات بارتكاب “جريمة دولية” وانتهاك صارخ للقانون الدولي.

الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو أعلن رسميًا طرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية بالكامل، ملوحًا بإنهاء اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، بعد أنباء عن احتجاز الجيش الإسرائيلي لمواطنتين كولومبيتين ضمن القافلة الإنسانية. بيترو شبّه سياسات تل أبيب بـ”بقايا الفكر النازي”، مستشهدًا بكتابات الفيلسوفة حنة أرندت، في خطاب أشعل الداخل الكولومبي وأطلق دعوات مدنية لوقف التعاون الاقتصادي والتعديني مع إسرائيل.

المكسيك بدورها طالبت بحماية مواطنيها المحتجزين، ومن بينهم أرلين ميدرانو وسول جونزاليس وكارلوس بيريز، مؤكدة أن مشاركتهم كانت سلمية بهدف إيصال المساعدات الإنسانية فقط.

الرئيسة كلوديا شينباوم وصفت ما يجري بأنه “إبادة في غزة”، فيما شدد وزير خارجيتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على ضرورة احترام حرية الملاحة وضمان القانون الدولي.

البرازيل.. لولا يصعّد لهجته

أما البرازيل فقد أدانت رسمياً اعتراض الأسطول، مؤكدة أن العملية تمثل “انتهاكًا لحرية الملاحة في المياه الدولية”.

الرئيس لولا دا سيلفا وصف الحادث بأنه “اعتداء على النشطاء السلميين”، مطالبًا برفع الحصار وفتح المعابر أمام المساعدات. وأكدت الخارجية أن 15 برازيليًا كانوا ضمن القافلة، من بينهم النائبة البرلمانية لويزيان لينز.

شددت على أن اعتراض القافلة الإنسانية يمثل انتهاكًا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، مؤكدة أن على إسرائيل ضمان سلامة المتطوعين والسماح بوصول المساعدات إلى غزة دون عوائق. وزير الخارجية ألبرتو فان كلافيرين أكد أن بلاده لن تتراجع عن دعم الأسطول الإنساني وحماية مواطنيها المحتجزين.

جبهة لاتينية ضاغطة

تطورات الأزمة ترسم ملامح تحول عميق في مواقف دول أمريكا اللاتينية تجاه إسرائيل؛ إذ لم تعد الإدانات تقتصر على الخطابات، بل امتدت إلى خطوات عملية من طرد البعثات الدبلوماسية وتهديدات بقطع التعاون التجاري.

فهذا التكتل اللاتيني يشكل نواة جبهة جنوبية واسعة قد تغيّر موازين التصويت داخل الأمم المتحدة، خصوصًا مع استمرار الحرب على غزة منذ أكتوبر 2023 والتي أودت بحياة أكثر من 66 ألف فلسطيني وأصابت أكثر من 168 ألفًا، غالبيتهم من النساء والأطفال.