أوروبا تُحاصر بين فطريات قاتلة وأوبئة حيوانية تهدد الإنسان والاقتصاد
كارثة صحية تلوح في الأفق.. فيروسات قاتلة وفطر مميت يثيران حالة طوارئ غير مسبوقة

دخلت أوروبا عام 2025 في حالة من التأهب القصوى وسط تصاعد المخاوف من أوبئة متعددة تضرب القارة في وقت واحد، على رأسها وباء فطري جديد ومرض الحمى القلاعية، ما دفع دولًا أوروبية إلى فرض الطوارئ وتشديد الإجراءات الصحية والبيطرية.
في تطور مثير للقلق، حذرت جامعتا “أجدر” النرويجية و”أوبسالا” السويدية من انتشار وباء فطري نادر وخطير يُعرف باسم “Ophidiomyces ophidiicola” أو “وباء الأفاعي”، الذي ينتقل بين الزواحف مسببًا تشوهات جلدية وأعراضًا مميتة.
وقد وصل هذا الفطر، الذي بدأ في أمريكا الشمالية، بالفعل إلى أوروبا، وسط تحذيرات من تأثيره المحتمل على النظام البيئي وتهديده لصحة الإنسان في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
الأعراض لا تقتصر على الزواحف فقط، بل تشمل ضيق التنفس، السعال المصحوب بدم، الحمى، والتعب الحاد، وقد تصبح أكثر شراسة لدى من يعانون من أمراض مزمنة، بحسب ما كشفت دراسة حديثة.
وفي سياق متصل، عادت الحمى القلاعية لتثير الرعب في أوساط المزارعين الأوروبيين بعد تأكيد انتشارها في ألمانيا والمجر لأول مرة منذ أكثر من نصف قرن.
أوروبا تُحاصر بين فطريات قاتلة وأوبئة حيوانية
وقد أدى ذلك إلى إغلاق مزارع كاملة وذبح آلاف رؤوس الماشية، مع إقامة مناطق عزل صحية على الحدود، خصوصًا مع سلوفاكيا والنمسا.
ولم تستبعد السلطات المجرية فرضية “الهجوم البيولوجي” كأحد أسباب عودة الفيروس بشكل مفاجئ، ما زاد من التوتر الإقليمي وفتح باب التساؤلات حول طبيعة تفشي هذه الأمراض.
الخبراء حذروا من خسائر اقتصادية ضخمة، خاصة في إسبانيا، ثالث أكبر منتج للحوم الأبقار في الاتحاد الأوروبي، حيث يُتوقع أن تتأثر الصادرات ويتراجع الإنتاج بفعل عمليات الإعدام الجماعي للحيوانات المصابة.
وفي ظل تزايد درجات الحرارة بفعل تغير المناخ، أطلقت دراسة نُشرت في مجلة “لانسيت بلانيتاري هيلث” تحذيرًا جديدًا من تحول أمراض استوائية مثل حمى الضنك والشيكونغونيا إلى أوبئة دائمة في أوروبا، خاصة مع توسع انتشار بعوضة النمر التي تنقل الفيروسات، والتي تتكاثر سريعًا في الأجواء الحارة.
ومع اقتراب فصل الصيف، تتسع رقعة القلق في أوروبا، حيث تترقب القارة العجوز صيفًا قد يكون الأشد وبائيًا منذ عقود، في ظل تحذيرات دولية من احتمالات تفشي أمراض جديدة تهدد الإنسان والحيوان والاقتصاد معًا.
تعليقات 0