أول وفيات بمتلازمة غيلان باريه في غزة وتحذيرات من انتشار خارج عن السيطرة

تصاعد القلق الصحي في غزة بعد إعلان وزارة الصحة تسجيل ثلاث حالات وفاة نتيجة متلازمة غيلان باريه العصبية من بينهم طفلان في وقتٍ حذرت فيه الوزارة من تزايد مقلق في أعداد المصابين بالمتلازمة والشلل الرخو الحاد بين الأطفال نتيجة التهابات غير نمطية وتدهور بالغ في مستويات التغذية ونوهت الوزارة إلى أن الفحوصات أثبتت انتشار فيروسات معوية بالإضافة إلى فيروس شلل الأطفال ما يعكس وجود بيئة ملوثة قابلة لتفشي أمراض معدية خطيرة مؤكدة أن استمرار نقص الأدوية والعلاجات المنقذة للحياة يهدد بخروج الوضع عن السيطرة
وطالبت الجهات الصحية بتدخل دولي عاجل لتوفير الدعم الطبي والمستلزمات العلاجية محذرة من أن القطاع يواجه كارثة صحية وشيكة قد تودي بحياة المزيد من الضحايا خاصة بين الفئات الأكثر ضعفًا
من جانبه قال أيمن أبو رحمة مدير دائرة الطب الوقائي بالوزارة إن القطاع كان يسجل أربع إلى خمس حالات فقط سنويًا من المتلازمة لكن في الشهرين الأخيرين فقط تم رصد 64 إصابة توفي منها ثلاثة حالات بينهم طفلان وسيدة ستينية وأوضح أن الشلل الرخو الحاد يشابه في أعراضه شلل الأطفال فيما ترتبط غيلان باريه بخلل مناعي يحدث نتيجة الإصابة ببكتيريا أو فيروسات تنتقل عن طريق الماء أو الغذاء وأن العلاج الفوري خلال أول 48 ساعة ضروري جدًا وهو ما تفتقر إليه المستشفيات في غزة حاليًا
وأشار إلى أن سوء التغذية الحاد يزيد من ضعف مناعة الجسم ويجعل الأطفال وكبار السن والمرضى المزمنين أكثر عرضة للإصابة ولفت إلى انتشار أمراض معدية إضافية مثل الإسهال الحاد واليرقان والحمى الشوكية وأن 80% من الإصابات تتركز بين الأطفال دون سن الخامسة ما يضاعف حجم الكارثة
يذكر أن متلازمة غيلان باريه هي اضطراب نادر يهاجم فيه الجهاز المناعي الأعصاب الطرفية وتبدأ أعراضها بتنميل وضعف في القدمين ثم تمتد تدريجيًا نحو الذراعين والجذع وقد تصل إلى شلل تام في الحالات الشديدة وقد يعاني المصاب من صعوبات تنفس واضطراب في القلب وضغط الدم وقد يحتاج إلى دعم تنفسي وعلاج سريع لتفادي المضاعفات
في سياق متصل أعلنت وزارة الصحة وفاة ستة أشخاص إضافيين خلال أربع وعشرين ساعة بسبب المجاعة وسوء التغذية جميعهم من البالغين ليرتفع عدد ضحايا الجوع منذ بدء الحرب إلى 180 حالة من بينهم 93 طفلًا غالبيتهم قضوا خلال الشهرين الماضيين فقط ورغم دخول بعض شحنات الإغاثة إلا أن الانفلات الأمني وعمليات النهب تعيق وصولها إلى مستحقيها ما يزيد من عدد الوفيات
وتشهد غزة ارتفاعًا كبيرًا في عدد القتلى نتيجة الفوضى الأمنية حيث لقي أكثر من 80 فلسطينيًا استشهادهم منذ صباح الاثنين من بينهم 39 شخصًا أثناء انتظارهم للمساعدات الغذائية عند نقاط التوزيع ما يعكس هشاشة الوضع الإنساني وخطورة غياب التنظيم والحماية للمبادرات الإغاثية
تعليقات 0