15 يونيو 2025 02:49
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

إسرائيل تشن أكبر هجوم في تاريخها على إيران

دمار هائل في نطنز واغتيال علماء نوويين... ومخزون الوقود لا يُمس

نفذت إسرائيل فجر الجمعة أوسع عملية عسكرية في تاريخها ضد إيران، مستخدمة نحو 200 طائرة مقاتلة أطلقت أكثر من 330 قذيفة وصاروخ على أكثر من 100 هدف استراتيجي داخل الأراضي الإيرانية، وفقًا لما صرّحت به المتحدثة باسم جيش الاحتلال، “إيفي ديفرين”.

ركز الهجوم بشكل رئيسي على المنشآت النووية الإيرانية الحيوية، حيث شهدت منشأة نطنز، المركز الأهم لتخصيب اليورانيوم في البلاد، دمارًا واسعًا بعد قصف منشآت إنتاج الوقود ومراكز الإمداد الكهربائي، بينما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من الموقع لساعات.

وأكد رافاييل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن المنشأة تعرضت لأضرار جسيمة، وسط تسرب إشعاعي وكيميائي محتمل، إلا أن القاعات الجوفية الأكثر حساسية لم تُخترق، ما يشير إلى أن جزءًا من القدرة الإنتاجية قد لا يزال فعالًا.

المثير في الهجوم أن إسرائيل تجنبت عمدًا قصف المخزون الاستراتيجي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، والموجود في مجمع أصفهان. وفسّر الخبراء هذا القرار بأنه خوف من كارثة إشعاعية بيئية قد تحوّل المجمع إلى “قنبلة قذرة”، دون تحقيق مكاسب عسكرية حاسمة.

وصرّح الخبير النووي جون وولفستال بأن تجنّب استهداف مخزون الوقود يُظهر أن نتنياهو أراد “ضرب البرنامج دون إثارة كارثة إشعاعية تُدين إسرائيل دوليًا”.

تواصلت الحملة الإسرائيلية لتصفية العقول النووية الإيرانية، إذ قُتل العالم محمد مهدي طهرانجي، رئيس الجامعة الإسلامية الحرة، وفريدون عباسي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية، الذي نجا سابقًا من محاولة اغتيال عام 2010، لكنه قضى في الضربات الأخيرة.

بعد تضرر نطنز، يُرجّح أن إيران ستنقل عملياتها إلى منشأة فوردو شديدة التحصين، الواقعة على عمق 800 متر تحت جبل، ما يجعلها شبه منيعة ضد القصف. لكن تقارير أشارت إلى مؤشرات على ضربات جوية استهدفت المنطقة مساء الجمعة، في إشارة إلى أن إسرائيل قد تحاول تجاوز المستحيل.

برّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العملية بقوله إن إيران “تملك ما يكفي من اليورانيوم لتسع قنابل نووية على الأقل”، محذرًا من أن طهران “اتخذت خطوات نوعية لتحويل هذا الوقود إلى سلاح”.

وبينما لم تُشارك الولايات المتحدة في الهجوم، فإن المخاوف تتزايد من اتساع نطاق التصعيد إلى حرب إقليمية شاملة، خاصة مع تهديدات طهران بالرد العنيف على أي تدخل خارجي، وتحذيرات دولية من كارثة نووية محتملة في حال استمرار القتال.