18 أكتوبر 2025 17:39
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الألعاب العنيفة تبرمج عقول الأطفال والأسرة غائبة..طفل يقتل زميله بالإسماعيلية تقليدًا للعبة إلكترونية

تحولت الألعاب الإلكترونية من وسيلة ترفيهية إلى مصدر تهديد خطير بعد جريمة صادمة في الإسماعيلية، حيث أقدم طفل يبلغ من العمر 13 عامًا على قتل زميله، مستلهمًا أسلوب اللعبة الإلكترونية وفيلم أجنبي شاهده مؤخرًا.

وُجدت جثة الضحية مقطعة في أحد المجمعات التجارية، ما دفع الأجهزة الأمنية للتحقيق بسرعة، وتم القبض على الجاني بعد اعترافه بالتفاصيل كاملة.

أكد الخبراء أن هذه الجريمة تسلط الضوء على خطورة تعرض الأطفال لمحتوى عنيف دون رقابة، وأن الألعاب الإلكترونية العنيفة تُسهم مباشرة في تشكيل سلوك عدواني لدى الصغار، خصوصًا في غياب إشراف الأسرة.

قال اللواء علاء الدين عبد المجيد، خبير أمني، إن الإنترنت والألعاب الإلكترونية أصبحا من العوامل الرئيسة في تصاعد معدلات العنف بين الأطفال، موضحًا أن بعض الألعاب تتيح للطفل محاكاة المشاهد العنيفة بشكل تفاعلي، ما يغرس لديه العدوانية ويجعل التقليد سلوكًا طبيعيًا.

من جانبه، أشار اللواء أحمد كساب إلى أن غياب الرقابة الأسرية سمح لما أسماه “الأسرة الافتراضية” أن تحل محل التوجيه الحقيقي، وهو أمر بالغ الخطورة في مجتمع يشهد تسارعًا رقميًا هائلًا.

كما شددت مروة درديري، خبيرة علم النفس الاجتماعي، على أن الحل لا يكمن في المنع فقط، بل في المراقبة الواعية لسلوك الطفل، والتدخل الفوري لتصحيح أي تأثير سلبي، مع توعية الأهل بخطورة الألعاب العنيفة التي تُعزز مفاهيم خاطئة مثل اعتبار العنف وسيلة للفوز أو تحقيق الهدف.

من الناحية القانونية، أوضح الخبير علي الطباخ أن الطفل البالغ 13 عامًا يُعامل وفق قانون الطفل، ما يعني عدم تطبيق العقوبات الجنائية التقليدية مثل الإعدام أو السجن المؤبد، لكنه سيخضع لبرامج إعادة تأهيل نفسي واجتماعي تحت إشراف محكمة الطفل، مع التأكيد على مسؤولية البيئة المحيطة في نشأته.

تعيد هذه الجريمة المؤلمة تسليط الضوء على ضرورة تكاتف الأسرة والمدرسة والمجتمع للحد من تأثير الألعاب العنيفة، وتعزيز الرقابة على محتوى الإنترنت، بما يضمن حماية الأطفال من الانزلاق وراء سلوكيات عدوانية قد تتحول إلى جرائم حقيقية.