الأهداف الخفية وراء قرار نتنياهو احتلال غزة وتداعياته

رغم التحذيرات العسكرية، أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المضي قدماً في خطة احتلال غزة، مخالفاً توصيات رئيس الأركان إيال زامير الذي كان من أبرز داعمي الخطة في بدايتها، قبل أن يتراجع بعد دراسة المخاطر الميدانية، ومنها تهديد حياة المحتجزين لدى «حماس» والخسائر المحتملة في صفوف الجنود. ورغم منح الكابنيت للجيش شهرين للتحضير وتجربة خطة بديلة تقوم على الحصار والعمليات المحدودة، تمسك نتنياهو بمصطلح «الاحتلال» لإظهار صورة «القائد الصارم» وإرضاء اليمين المتطرف، مع تعزيز هيمنته السياسية في مواجهة خصومه الداخليين.
قرار نتنياهو، وفق مراقبين، يخدم أهدافه الشخصية والحزبية، إذ يتيح له إطالة أمد الحرب، وربما تأجيل الانتخابات المقررة في أكتوبر 2026، خاصة مع الجدول الزمني الذي يحدد عامين لإحكام السيطرة على القطاع. كما حصل على دعم مبدئي من واشنطن، حيث أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب موافقة مشروطة على ضرب «حماس» مع تجنب وقوع مجاعة في غزة، إلا أن هذا الموقف قد يتغير تحت ضغط الشارع الإسرائيلي والدولي.
في المقابل، يشير محللون إلى أن قرار الاحتلال قد يكون جزءاً من استراتيجية الخداع الحربي التي تتبعها إسرائيل، بهدف جر «حماس» إلى مواجهة طويلة الأمد، مع الحفاظ على أوراق تفاوضية. ومع ذلك، يبقى نجاح نتنياهو في تحقيق أهدافه مرهوناً بتطورات الميدان، وردود الأفعال الإقليمية والدولية التي قد تعيد رسم مسار الأزمة برمتها.
تعليقات 0