التوتر يشتعل على الحدود.. جدار إسرائيلي يتخطى الخط الأزرق وإطلاق نار على اليونيفيل

لا تزال نذر التصعيد تخيّم على جنوب لبنان، في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت هذه المرة المدنيين وقوات الأمم المتحدة، وزادت حدّتها مع شروع جيش الاحتلال في بناء جدار خرساني داخل الأراضي اللبنانية قرب بلدة يارون، متجاوزًا الخط الأزرق، تاركًا أكثر من 4 آلاف متر من الأراضي اللبنانية خارج نطاق استخدام السكان.

وفي خطوة وصفت بأنها الأخطر منذ أشهر، أعلنت قوات اليونيفيل أن دبابة إسرائيلية أطلقت نيرانًا رشاشة ثقيلة على عناصرها الذين كانوا يسيرون على الأقدام على بعد 5 أمتار فقط من موقع عسكري أقامه الاحتلال داخل الأراضي اللبنانية.

وقالت البعثة إن جنودها اضطروا للاحتماء قبل التواصل مع الجيش الإسرائيلي وطلب وقف إطلاق النار، ليتمكنوا من مغادرة المنطقة بعد نحو 30 دقيقة. واعتبرت الحادثة “انتهاكًا خطيرًا لقرار مجلس الأمن 1701”.

وفي المقابل، حاول الجيش الإسرائيلي تبرير الحادثة بالقول إنه رصد “شخصين مشتبهًا بهما” قرب الحدود، قبل أن يتبين لاحقًا أنهما من قوات الأمم المتحدة، مُرجعًا الالتباس إلى “سوء الأحوال الجوية”.

على مستوى الميدان، ألقى الاحتلال قنبلة دخانية باتجاه ساحة العين في العديسة، وأطلق قنابل مضيئة فوق يارون، فيما استهدفت غارة جوية إسرائيلية سيارة في بلدة المنصوري بقضاء صور، ما أدى إلى مقتل مسؤول في حزب الله وشخص آخر تبين أنه مدير المدرسة الرسمية في البلدة، وفق بيان وزارة الصحة والوكالة الوطنية للإعلام.

وفي أول تعليق سياسي مباشر على التصعيد، قال الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله إن “الاعتداء على اليونيفيل والجيش والمدنيين يؤكد أننا أمام عدوان خطير يجب مواجهته بكل السبل السياسية والدبلوماسية”.

وأضاف أن التفاوض مع إسرائيل وفق “ورقة توم براك” يمثل “تنازلًا خطيرًا”، وأن التحركات الأمريكية تهدف لإشعال فتنة داخلية وإحداث تغييرات في موازين القوى.

كما اتهم وفد الخزانة الأمريكية بالسعي إلى تضييق الخناق ماليًا على حزب الله واللبنانيين.

من جهته، أكد الجيش اللبناني أن إسرائيل “تصر على انتهاكاتها للسيادة اللبنانية وزعزعة الاستقرار”، لافتًا إلى أن هذه الاعتداءات تعرقل استكمال انتشار الجيش في الجنوب.

وشدد الجيش على أنه يتحرك بالتنسيق مع الدول الصديقة لوقف الخروقات الإسرائيلية التي وصفها بأنها “تصعيد خطير يستلزم موقفًا دوليًا عاجلًا”.