15 أكتوبر 2025 15:43
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الجارديان تكشف فظائع تعذيب الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال

نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريراً صادماً عن حجم التعذيب والانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية، كاشفةً شهادات مروعة من معتقلين سابقين عاشوا فترات قاسية خلف القضبان.

وأوضح التقرير أن المعتقلين في سجن نفحة بصحراء النقب تحدثوا عن ضرب مبرح وإهمال طبي متعمد، وإجبارهم على الاستماع لموسيقى صاخبة طوال يومين، في ظروف وصفتها الصحيفة بأنها غير إنسانية بالمطلق.

وأكدت الصحيفة في تقريرها أن الأسير الفلسطيني نسيم الراضي، الموظف الحكومي من مدينة بيت لاهيا، كان من بين من رووا ما سموه “هدية الوداع” التي تلقاها قبل الإفراج عنه، حيث قيده حراس السجن ووضعوه أرضاً وانهالوا عليه بالضرب بلا رحمة، في مشهد يجسد حجم القسوة التي يواجهها الأسرى الفلسطينيون داخل المعتقلات الإسرائيلية.

وأشارت الجارديان إلى أن الراضي اعتُقل في ديسمبر 2023 أثناء تواجده في مدرسة تحولت إلى مركز إيواء للنازحين في غزة، وقضى أكثر من 22 شهراً في الأسر، منها 100 يوم داخل زنزانة تحت الأرض، قبل أن يُفرج عنه مع 1700 أسير فلسطيني آخرين أعيدوا إلى غزة دون توجيه أي تهم رسمية إليهم.

كما نقلت الصحيفة عن الراضي أن ما شاهده داخل سجن نفحة كان أشبه بنظام تعذيب منظم، يتضمن الضرب والتقييد المستمر للأيدي والأقدام، واستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والإهانات المتكررة.

وأضاف أن الجنود كانوا يدخلون الزنازين بصحبة كلابهم وهم يصرخون بالأوامر قبل بدء الاعتداء، في مشهد يومي متكرر.

وذكرت الجارديان أن ما تعرض له الأسرى الفلسطينيون يتطابق مع ما وصفته منظمة بيتسليم الحقوقية الإسرائيلية بأنه “سياسة ممنهجة لإذلال المعتقلين الفلسطينيين”، موضحة أن التعذيب والإهمال الطبي والتجويع أصبحوا أدوات ثابتة داخل منظومة السجون الإسرائيلية.

ورغم ما عاناه داخل المعتقل، اكتشف الراضي بعد إطلاق سراحه أن المأساة لم تتوقف عنده، إذ علم أن زوجته وأبناءه جميعاً، باستثناء واحد فقط، قد استشهدوا خلال فترة احتجازه، ليصبح الألم مزدوجاً بين ما عاشه داخل السجون وما فقده خارجها.