7 أكتوبر 2025 12:08
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الغضب يجتاح شوارع إسبانيا.. مظاهرات مليونية تهتف:«كفى دعمًا لإسرائيل»

في مشهد لم تعرفه إسبانيا منذ سنوات طويلة، خرجت شوارعها مساء الأحد والساعات الأولى من الاثنين على وقع هتافات الغضب ضد إسرائيل، بعدما تدفقت الحشود من مختلف المدن الإسبانية إلى الميادين للمطالبة بوقف الحرب على غزة وقطع كل أشكال التعاون العسكري والاقتصادي مع تل أبيب.

المدن الإسبانية شهدت خلال الأيام الأربعة الماضية تحركات جماهيرية غير مسبوقة، حيث قدّر المنظمون عدد المشاركين بنحو 2 مليون شخص، في ما اعتُبر واحدة من أضخم موجات الاحتجاج في تاريخ البلاد الحديث.

ونقلت صحيفة لاراثون الإسبانية أن العاصمة مدريد وحدها احتشد فيها أكثر من 400 ألف متظاهر، بينما شارك نحو 300 ألف في برشلونة، و100 ألف في فالنسيا، إلى جانب عشرات الآلاف في بامبلونا، سانتياجو، قادش، جزر البليار، وتينيريفي.

المشهد كان واحدًا في كل المدن: أعلام فلسطين تُرفع، وهتافات تندد بـ”الإبادة في غزة”، وشعارات تطالب بطرد السفير الإسرائيلي ووقف تصدير السلاح.

ولم تقتصر المشاركة على النشطاء والمنظمات الحقوقية، بل انضم آلاف الطلاب إلى مسيرات متواصلة منذ مطلع الأسبوع، في مشهد ذكّر الإسبان بمظاهرات 2003 ضد غزو العراق.

وأكد المنظمون أن هذه الموجة تمثل أكبر تحرك شعبي منذ اندلاع الحرب قبل عامين، وأنها تعبّر عن غضب شعبي متزايد من “تواطؤ” الحكومات الأوروبية مع إسرائيل، على حد وصفهم.

وشهدت بعض المسيرات في مدريد وبرشلونة مواجهات محدودة بين المحتجين والشرطة، بعد محاولات قوات الأمن تفريق الجموع في مناطق معينة، مما أثار موجة انتقادات لاذعة للحكومة الإسبانية برئاسة بيدرو سانشيث، التي تتهم — وفق محللين — بمحاولة التوفيق بين دعمها المعلن لحقوق الفلسطينيين من جهة، وعلاقاتها العسكرية والتجارية مع إسرائيل من جهة أخرى.

وتأتي هذه التحركات الواسعة في وقتٍ يتصاعد فيه الغضب الشعبي الأوروبي من استمرار الحرب على غزة، وسط دعوات متنامية لفرض حظر على تصدير الأسلحة ووقف التعامل الاقتصادي مع إسرائيل.

كما شهدت عدة موانئ ومطارات أوروبية احتجاجات عمالية رفضًا لنقل شحنات السلاح الموجهة لتل أبيب.

ويرى مراقبون أن ما يحدث في إسبانيا يتجاوز حدود التعاطف مع الفلسطينيين، إذ أصبح الغضب الشعبي مزيجًا من الرفض للسياسات الخارجية والاحتجاج على الأوضاع المعيشية الداخلية.

فارتفاع الأسعار، وضعف الأجور، وأزمة السكن المستمرة، كلها عوامل صبّت الزيت على نار الشارع، الذي وجد في “غزة” رمزًا لمظلومية أكبر تشمل العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

وهكذا، لم تعد المظاهرات الإسبانية مجرد صرخة تضامن مع فلسطين، بل تحولت إلى نداء جماعي ضد الظلم، سواء كان في غزة أو داخل إسبانيا نفسها، في لحظة فارقة أعادت للأذهان صورة الشارع الأوروبي الموحّد أمام القضايا الإنسانية العادلة.