20 نوفمبر 2025 18:43
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الفاشر تحت النار.. جرائم تُهزّ العالم و«وصمة عار» تطارد المجتمع الدولي

وسط حصار يبتلع المدنيين

تعيش مدينة الفاشر لحظات تُدوَّن في سجلّ المآسي الإنسانية بأحرف دامية، بعدما تحوّلت خلال الأشهر الأخيرة إلى ساحة مفتوحة للفوضى والقتل الجماعي والانهيار الكامل للخدمات الأساسية.

فالهجمات المتصاعدة والحصار الخانق وعمليات الإعدام خارج القانون دمّرت المرافق الطبية ومؤسسات البنية التحتية، وامتدت وحشيتها لتطال العاملين الإنسانيين أنفسهم، لتبدو المدينة وكأنها تُقتلع من جذورها.

التقارير الدولية المتواترة لم تكتفِ بوصف ما يحدث بأزمة، بل أكدّت أنها فظائع ممنهجة ترقى إلى أخطر الانتهاكات.

وفي هذا السياق، قال باتريك يوسف، المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في أفريقيا، إن المنظمة كانت تُطلق التحذيرات منذ شهور بشأن «الانحدار المخيف» في الوضع الإنساني بالفاشر، ليصل اليوم إلى مستوى «مأساوي للغاية».

وأضاف يوسف أن كل يوم يمر دون وصول المساعدات يعني «حياة تُنتزع من المدنيين» في ظل حصار طويل الأمد يقطع عنهم الغذاء والدواء والنجاة.

وأشار إلى أن الأزمة لم تعد تتعلق بنقل دعم فقط، بل بفهم عمق معاناة السكان والاستماع إلى شهاداتهم التي تكشف حجم الكارثة الحقيقية.

وفي كشف صادم، أكد المسؤول الدولي أن الهلال الأحمر السوداني فقد 27 متطوعًا منذ اندلاع النزاع، قضوا أثناء محاولتهم الوصول إلى الجرحى وإخلاء الضحايا، واصفًا عملهم بأنه «بطولي واستثنائي»، مع دعوته لتغيير منهجي لطريقة التعامل مع الأزمة بحيث يشمل كامل السودان، لا الفاشر وحدها.

وفي بيان لا يقل حدّة، أعلن فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، أن الجرائم المرتكبة في الفاشر كانت «متوقعة وكان يمكن منعها» إذا تحرك العالم في وقت مبكر.

وأكد تورك أن التقارير الواردة تشير إلى عمليات قتل جماعي، وإعدامات ذات طابع قبلي، وخطف مقابل فدية، واعتقالات تعسفية واسعة، إلى جانب الهجمات على المنشآت الطبية والكوادر الصحية والإنسانية.

ووصف تورك ما يحدث بأنه «وصمة عار في تاريخ المجتمع الدولي»، مؤكدًا أن نمط هذه الانتهاكات تكرر مرارًا في مسار الصراع السوداني، ما يطرح ،بحسب قوله ، سؤالًا خطيرًا حول عجز العالم عن حماية المدنيين.

ودعا المفوض الأممي المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، عبر ضمان دخول المساعدات فورًا إلى الفاشر، والعمل الجاد لوقف الجرائم التي تُستخدم ، كما قال ، «لإخضاع شعب بأكمله بالقوة».

وفي ظل هذا المشهد القاتم، تتواصل التحذيرات الدولية من أن الفاشر تقف على حافة كارثة إنسانية شاملة، ما لم يتحقق تدخل عاجل وسريع لوقف النزيف وإنقاذ ما تبقى من أرواح.