«الفاشر تحت سيطرة الدعم السريع».. نهاية حصار استمر 18 شهرًا وأزمة إنسانية تهدد دارفور

بعد أكثر من ثمانية عشر شهرًا من الحصار والقتال المتواصل، أعلنت قوات الدعم السريع في السودان سيطرتها الكاملة على مقر الفرقة السادسة التابعة للجيش السوداني في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
يمثل هذا المقر آخر موقع استراتيجي للجيش في المدينة، ويعد سقوطه ضربة قوية لقدرات الجيش وأدائه العسكري في المنطقة.
المعارك التي سبقت السيطرة كانت عنيفة للغاية، واستخدمت فيها قوات الدعم السريع أسلحة ثقيلة وطيرانًا مسيّرًا، ما تسبب في نزوح جماعي للسكان المدنيين وتدمير واسع للبنية التحتية للمدينة.
أهمية الفاشر الاستراتيجية
تعتبر الفاشر المدخل الرئيسي لإقليم دارفور من جهة الشمال، وهي المدينة الكبرى الوحيدة التي يمكن الوصول إليها من شمال السودان بعد انقطاع الطرق المؤدية لباقي مدن دارفور.
تكمن أهمية المدينة أيضًا في كونها نقطة العبور الأساسية لقوافل المساعدات الإنسانية القادمة من ميناء بورتسودان عبر الطريق البري قبل توزيعها على المناطق المتضررة داخل الإقليم.
لذلك، سقوطها يعد ضربة قاسية للجيش السوداني ويثير قلقًا كبيرًا لدى الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
الأزمة الإنسانية
تعاني مدينة الفاشر أزمة إنسانية غير مسبوقة مع مجاعة حادة، ونقص كارثي في المساعدات الطبية والغذائية.
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن المعاناة في المدينة أصبحت “لا تُطاق”، موضحًا أن عشرات الآلاف من المدنيين عالقون وسط الاشتباكات، وأن مئات الجرحى لا يجدون علاجًا بعد خروج المستشفيات عن الخدمة.
كما أكدت منظمات أممية أخرى أن الوضع الإنساني في الفاشر يقترب من الكارثة، ما يستدعي فتح ممرات إنسانية آمنة ووقف إطلاق النار فورًا.
الأسرى والمعارك المستمرة
ذكرت مصادر إعلامية أن عشرات جنود الجيش السوداني أسروا بعد انهيار خطوط الدفاع الأخيرة في الفاشر، بينما تواصل قوات الدعم السريع ملاحقة فلول الجيش في ضواحي المدينة ومناطق جبل مرة.
ولم تصدر قيادة الجيش السوداني بيانًا رسميًا حول مصير القوات التي كانت متمركزة في المدينة حتى مساء الأيام الماضية، مما يثير تساؤلات حول قدرة الجيش على استعادة السيطرة في المستقبل القريب.
التبعات السياسية والأمنية
يرى مراقبون أن سقوط الفاشر يشكل تحوّلًا استراتيجيًا في مسار الحرب، حيث باتت قوات الدعم السريع تسيطر فعليًا على معظم مدن إقليم دارفور.
تخشى الأمم المتحدة أن يؤدي انهيار الوضع الأمني في الفاشر إلى قطع شريان المساعدات الوحيد المتبقي للمنطقة، ما قد يزيد من تفاقم أزمة الجوع والنزوح التي تطال ملايين السودانيين.
كما حذرت من أن الأحداث الأخيرة قد تؤدي إلى تفاقم النزاعات العرقية في الإقليم بعد تداول تقارير عن انتهاكات واعتقالات واسعة عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.


تعليقات 0