2 نوفمبر 2025 03:58
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

المتحف المصري الكبير يخطف أنظار العالم ويجسد فخر الحضارة الإنسانية

وسط أجواء من الدهشة والإعجاب العالمي، تواصل الصحف الدولية تسليط الضوء على الحدث الثقافي الأضخم في القرن الحادي والعشرين، والمتمثل في افتتاح المتحف المصري الكبير الذي أصبح حديث العالم ومصدر فخر لكل مصري وعربي.

ومنذ اللحظة الأولى للإعلان عن افتتاحه، تصدرت صور المتحف صفحات كبريات الصحف العالمية التي وصفت المشروع بأنه “هدية مصر للعالم” و“فخر أفريقيا الثقافي”، مؤكدين أن هذا الصرح الفريد لا يضم فقط آثار الفراعنة، بل يحمل بين جدرانه روح مصر القديمة في أبهى صورها المعمارية والإنسانية.

المتحف المصري الكبير في عيون العالم

وصفت صحيفة الإندبندنت البريطانية المتحف المصري الكبير بأنه “فخر أفريقيا الثقافي واعتزازها”، مشيرة إلى أن تصميمه المذهل بالقرب من أهرامات الجيزة يعكس عبقرية الهندسة المصرية وخلودها عبر العصور.

وأضافت أن المتحف الذي يستعد لفتح أبوابه أمام الجمهور في 4 نوفمبر المقبل، يمثل تجربة استثنائية لا مثيل لها، حيث يستعرض التسلسل الزمني للحضارة المصرية في أجواء بصرية أخاذة.
وأكدت الصحيفة أن هذا المتحف، الذي يمتد على مساحة تفوق مدينة الفاتيكان، يضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية مذهلة، تتجاوز في عددها مقتنيات متحف اللوفر، الذي تأثر مؤخرًا بواقعة السرقة التي تعرض لها.

وأشارت إلى أن الزوار سيتمكنون من مشاهدة القطع الأثرية لمدة قد تصل إلى 12 أسبوعًا إذا خصصوا دقيقة واحدة لكل قطعة من معروضاته الضخمة.

مشروع حضاري يعيد رسم خريطة السياحة المصرية

أما وكالة الأسوشيتد برس الأمريكية، فقد أكدت في تقريرها أن مصر دشنت اليوم أكبر متحف في العالم مخصصًا لحضارة واحدة، في مشروع ضخم يهدف إلى دعم قطاع السياحة وتعزيز الاقتصاد الوطني.

وأضافت الوكالة أن المتحف، الذي استغرق بناؤه أكثر من عقدين، يضم المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة منذ اكتشافها عام 1922.

وأشارت الوكالة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وصف المتحف عبر منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي بأنه “ملتقى عبقرية المصريين القدماء والمعاصرين، ومنارة جديدة تضيء سماء الثقافة العالمية”.

كما نقلت عن رجل الأعمال المصري السير محمد منصور توقعه أن يجذب المتحف نحو 5 ملايين زائر سنويًا، ليصبح من بين أكثر المتاحف زيارة في العالم إلى جانب اللوفر والمتحف البريطاني والمتروبوليتان في نيويورك.

وشهد حفل الافتتاح عرضًا ضوئيًا مبهرًا في سماء القاهرة، حيث رسمت مئات الطائرات بدون طيار قناع الملك توت عنخ آمون وعربته الحربية في لوحة فرعونية خالدة، فيما عزفت الأوركسترا “سيمفونية عالمية للإنسانية” احتفاءً بالحدث، مع إعلان السبت عطلة رسمية وتكثيف الإجراءات الأمنية.

رمز جديد للهوية المصرية

من جانبها، اعتبرت دويتشه فيله الألمانية المتحف المصري الكبير رمزًا متجددًا للهوية الوطنية المصرية، مشيرة إلى أنه يمثل علامة فارقة في النهضة الثقافية التي تعيشها البلاد.

وأوضحت أن المشروع الذي بلغت تكلفته مليار دولار يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، ويهدف إلى زيادة أعداد السائحين بنسبة تصل إلى 20%، مع توقعات بأن يتجاوز عدد الزوار 18 مليون سائح خلال عام 2025.

ثورة علمية وثقافية في علم المتاحف

أما المؤرخ الدكتور بسام الشماع، فتحدث في تصريحات لـ”بي بي سي عربي” عن كون المتحف المصري الكبير ثورة حقيقية في علم المتاحف “الميوزيولوجي”، موضحًا أن التصميم الداخلي يعتمد على توظيف الضوء الطبيعي والإضاءات غير المباشرة لتقديم تجربة معرفية وإنسانية شاملة. وأشار إلى أن المتحف يقدم بُعدًا اجتماعيًا جديدًا، إذ يضم قسمًا للأطفال لتعليمهم تاريخ مصر بطريقة تفاعلية تجمع بين التعليم والمتعة.

وختم الشماع حديثه بالتأكيد على أن المتحف يبعث برسالة واضحة إلى العالم مفادها أن “الآثار المصرية مكانها الطبيعي هو أرض مصر”، داعيًا إلى استمرار الجهود لاسترداد القطع الأثرية المهربة أو المهدَاة في العصور السابقة.