21 أكتوبر 2025 23:31
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

المخابرات المصرية يقود مفاوضات مكثفة في تل أبيب لتثبيت الهدنة بغزة

وحماس تؤكد التزامها باتفاق شرم الشيخ وسط جهود دولية لإنهاء الحرب نهائياً

في تحرك دبلوماسي وأمني جديد يعكس ثقل الدور المصري في ملفات الإقليم، أجرى اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة المصرية، اليوم الثلاثاء، سلسلة مشاورات رفيعة المستوى في إسرائيل، شملت لقاءات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لبحث سبل تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتذليل العقبات التي تواجه تنفيذ مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ.

وتزامنت زيارة رئيس المخابرات مع تحركات دولية متسارعة، أبرزها زيارة نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس إلى تل أبيب، في إطار تنسيق الجهود لضمان صمود الهدنة، ودفع عملية إعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وفي المقابل، أكد القيادي في حركة حماس خليل الحية، التزام الحركة الكامل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في شرم الشيخ، مشيدًا بجهود مصر وقطر وتركيا في إنجاح المفاوضات، ومثمنًا ما وصفه بـ”التظاهرة الدولية” التي قادتها القاهرة برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كضمانة دولية لإنهاء الحرب.

وقال “الحية”: “لقد صبر شعبنا وثبت رغم نيران القصف، وسنلتزم بالاتفاق حتى النهاية، لأننا نريده أن يصمد”، مؤكدًا أن الحركة مستمرة في تسليم جثث الجنود الإسرائيليين رغم صعوبة الأوضاع الميدانية.

وفي غزة، يسود هدوء نسبي لليوم الثاني عشر من الهدنة، وسط جهود إنسانية مكثفة، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن وصول 13 شهيدًا و8 إصابات خلال الساعات الأخيرة، ليرتفع إجمالي ضحايا العدوان منذ أكتوبر 2023 إلى 68,229 شهيدًا و170,369 مصابًا.

من جهة أخرى، تواصل مصر إرسال قوافل الإغاثة الإنسانية، حيث انطلقت القافلة الـ55 صباح اليوم محمّلة بنحو 7500 طن من المساعدات تشمل 240 ألف سلة غذائية، و1500 طن من المستلزمات الطبية والإغاثية، و2200 طن مواد بترولية، في إطار دورها الوطني كآلية رئيسية لتنسيق المساعدات إلى غزة.

وفي ختام اليوم، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده تعمل مع القاهرة وتل أبيب والوسطاء لضمان الحفاظ على وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن “حماس تبدو ملتزمة بالاتفاق، والمجتمع الدولي عازم على منع عودة القتال”.

وبين الجهود السياسية المتشابكة، والواقع الإنساني المأساوي في غزة، تواصل مصر أداء دور الوسيط القوي والضامن لاستقرار الإقليم، في محاولة لصياغة مرحلة جديدة تضع حدًا لدائرة العنف وتفتح بابًا حقيقيًا للسلام.