الولايات المتحدة على أعتاب تصنيف الإخوان تنظيمًا إرهابيًا .. لماذا الآن؟

في خطوة تعكس تحولاً استراتيجياً في السياسة الأمريكية، تقترب الإدارة الأمريكية من اتخاذ قرار تاريخي بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، وذلك بعد سنوات من الجدل حول طبيعة نشاط الجماعة وتأثيرها على الأمن العالمي.
يأتي هذا التحرك وسط إجماع سياسي نادر بين الجمهوريين والديمقراطيين، مما يعكس تصاعداً في الإدراك الأمريكي لخطر “الأم الأيديولوجية للإرهاب” كما يصفها محللون.
تفاصيل التحرك الأمريكي
تشهد واشنطن حالياً زخماً غير مسبوق نحو تجريم الجماعة، حيث تقدم مشروعان منفصلان للكونجرس بقيادة سيناتورات من الحزبين.
السيناتور الجمهوري تيد كروز -المشهور بمواقفه الصارمة ضد الإسلام السياسي- يقود منذ 2015 حملة لتجريم الجماعة، بينما قدم السيناتوران دياز-بالارت (جمهوري) وموسكوفيتز (ديمقراطي) مشروعاً ثانياً نادراً يعبر عن توافق حزبي.
وتكشف وثائق الكونجرس أن القرار لا يستهدف فقط الجانب الأمني، بل يركز على “الجذور الفكرية للإرهاب”.
تقارير معهد الكابيتول تؤكد أن الجماعة -رغم ادعائها الاعتدال- تشكل الحاضنة الفكرية لتنظيمات كحماس والقاعدة، مستندة إلى فكر حسن البنا وسيد قطب الذي حول التوحيد الإسلامي إلى مشروع سياسي ثوري.
التداعيات الإقليمية والدولية
يأتي التصنيف المتوقع ليكمل جهود دول كبرى سبقت أمريكا في هذا المسار، فقد سبقت مصر والإمارات والسعودية العالم بحظر الجماعة، بينما بدأت دول أوروبية كالنمسا وألمانيا اتخاذ إجراءات صارمة ضد شبكتها المالية والتنظيمية.
رغم تصنيف حماس سابقاً، يرى خبراء أن ضرب “الذراع الناعم” للإخوان في أمريكا -المتمثل في المنظمات الخيرية والواجهات التعليمية- سيكون التحدي الأكبر. تقارير مؤسسة التراث تحذر من أن أي إجراء سيكون ناقصاً ما لم يستهدف البنية التحتية للجماعة التي تعمل “كجذور خفية تحت الأرض”.
يعكس هذا التحرك الأمريكي تحولاً جوهرياً في التعامل مع ظاهرة الإسلام السياسي، من التركيز على التنظيمات المسلحة إلى استهداف المنابع الفكرية للإرهاب.
القرار قد يشكل نقطة تحول في المعركة العالمية ضد التطرف، لكن تطبيقه الفعال سيتطلب تعاوناً دولياً غير مسبوق لاجتثاث الشبكة المعقدة للجماعة.
تعليقات 0