بعد القمة في البيت الأبيض… واشنطن تعلّق “قيصر”وتفتح بوابة جديدة أمام سوريا ما بعد الأسد

في تحوّل هو الأكثر دراماتيكية في مسار السياسة الأمريكية تجاه سوريا منذ أكثر من عقد، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية تعليق العقوبات المفروضة على دمشق بموجب قانون “قيصر” لمدة 180 يومًا، وذلك عقب القمة التاريخية التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع داخل البيت الأبيض،في أول زيارة لرئيس سوري إلى واشنطن منذ استقلال سوريا عام 1946.
ويأتي هذا القرار ليطرح تساؤلات واسعة حول مستقبل العلاقات السورية-الأمريكية، وخريطة التحالفات الإقليمية، ومدى استعداد واشنطن لدعم مرحلة “سوريا ما بعد الأسد”.
ما هو قانون قيصر؟
قانون قيصر، الذي تبنته الولايات المتحدة عام 2019، يمثل أحد أقوى أدوات الضغط ضد نظام بشار الأسد.
ووفقًا لتعريف وزارة الخارجية الأمريكية، فهو “خطوة أساسية لضمان المحاسبة على الفظائع التي ارتكبها النظام السوري”.
واكتسب القانون اسمه من الضابط المنشق المعروف باسم “قيصر”، الذي خاطر بحياته لتهريب آلاف الصور التي توثق عمليات التعذيب والقتل داخل سجون النظام السوري، لتصبح شهادته رمزًا عالميًا للعدالة وحقوق الإنسان.
كيف يعمل القانون؟
يمنح قانون قيصر الإدارة الأمريكية صلاحيات واسعة لفرض عقوبات على:
الأفراد والكيانات الداعمة للنظام السابق.
الأطراف المتورطة في انتهاكات حقوق الإنسان.
الشركات الدولية التي تتعاون مع مؤسسات مرتبطة بالنظام السوري.
كما يهدف إلى تجفيف الموارد المالية التي كانت تُستخدم لتمويل آلة الحرب والعنف داخل البلاد.
لماذا تم تعليق العقوبات الآن؟
بحسب بيان رسمي لوزارة الخارجية الأمريكية، جاء القرار ضمن “وعد الرئيس ترامب بإعطاء الشعب السوري فرصة حقيقية لتحقيق السلام والازدهار”.
الوزارة أشادت بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية الجديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد، مؤكدة أن واشنطن ستواصل دعم دمشق في إعادة بناء اقتصادها وترميم علاقاتها الدولية، بشرط اتخاذ خطوات ملموسة نحو المصالحة الوطنية والاستقرار الإقليمي.
ويُنظر لقرار التعليق على أنه نافذة اختبار للعهد السوري الجديد:
فإذا تمكنت دمشق من تقديم ضمانات سياسية وإصلاحات حقيقية، فقد يكون تعليق العقوبات مقدمة لإلغائها بشكل كامل.


تعليقات 0