بوكروفسك في قلب العاصفة.. الرئيس الأوكراني يعيد هيكلة قيادتها العسكرية لمواجهة التحديات الروسية

في خطوة تأتي في وقت حاسم، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن إقالة القائد المسؤول عن قطاع بوكروفسك، الذي يعد من أشد جبهات القتال سخونة في شرق أوكرانيا.

وتأتي هذه التغييرات القيادية وسط معارك ضارية تشهدها المنطقة، حيث تواصل القوات الروسية شن هجماتها المتكررة بهدف السيطرة على المدينة الاستراتيجية التي تُعد نقطة مفصلية في الصراع القائم.

وأوضح زيلينسكي أن القائد الجديد، اللواء ميخايلو دراباتي، سيتولى قيادة مجموعة “خورتيتسيا” العملياتية الاستراتيجية، التي تغطي جزءًا كبيرًا من الجبهة الشرقية الأوكرانية.

وأضاف أن هذه المنطقة تمثل أحد أصعب مواقع القتال، مشيرًا إلى أن التغييرات المستمرة في القيادة العسكرية تأتي في إطار تحسين الأداء وتعزيز فعالية القوات الأوكرانية على الأرض.

التغيير القيادي في الوقت الذي تشتد فيه المعركة
يشهد قطاع بوكروفسك، الذي كان يضم قبل الحرب أكثر من 60 ألف نسمة، نزوحًا واسعًا للسكان، إذ تم إجلاء جميع الأطفال من المدينة خوفًا على حياتهم نتيجة القصف المكثف والمتواصل من القوات الروسية.

وتعتبر بوكروفسك من الأهداف الرئيسية للجيش الروسي، التي تسعى للسيطرة عليها بهدف تقويض خطوط الإمداد الأوكرانية.

تعتبر هذه المرة الثالثة خلال عام واحد التي يتم فيها تغيير القائد المسؤول عن هذا القطاع من الجبهة، في وقت يبدو أن الثقة في القيادة العسكرية قد اهتزت جراء الانتكاسات المتكررة في المعارك.

وقال زيلينسكي في تصريحاته الأخيرة: “إن اللواء دراباتي سيظل قائدًا للقوات البرية الأوكرانية، وهو ما سيجمع بين العمليات القتالية والتدريب العسكري للألوية، بما يعزز قدرتنا على مجابهة الهجمات الروسية.”

تصعيد القتال في بوكروفسك
تواصل المعارك الشرسة حول مدينة بوكروفسك، حيث يتمركز الجيش الأوكراني في مواجهة الهجمات الروسية المستمرة.

وحول هذه المواجهات، أكد زيلينسكي أن القوات الأوكرانية تواصل استخدام الدبابات لمواجهة المواقع الروسية على خط المواجهة، في وقت يحاول الجيش الروسي تعزيز تقدمه في المنطقة.

وفي تطور متسارع، استخدمت أوكرانيا طائرات مسيرة هجومية لاستهداف مستودعات الأسلحة الروسية داخل الأراضي الروسية نفسها، في خطوة تعد تصعيدًا جديدًا في تكتيكات المعركة.

وتشير التقارير إلى أن كييف قد طورت مؤخرًا طائرات مسيرة بعيدة المدى تستطيع الوصول إلى أهداف داخل عمق الأراضي الروسية، ما يعكس تصميمًا قويًا على تكثيف العمليات العسكرية.

إجلاء الأطفال وتدهور الأوضاع الإنسانية
مع تزايد تهديدات القوات الروسية، قامت السلطات الأوكرانية بنقل جميع الأطفال من مدينة بوكروفسك إلى مناطق أكثر أمانًا بعيدًا عن خط المواجهة.

وقال رئيس إدارة بوكروفسك العسكرية: “لم يبق في المدينة سوى نحو 7,000 شخص، وقد تم إجلاء جميع الأطفال.

كانت المدينة، التي كانت تعرف سابقًا بكونها مركزًا لتعدين الفحم، تحتوي على نحو 60,000 نسمة قبل اندلاع الحرب. ومع تصاعد الهجمات الروسية، أصبحت المدينة هدفًا رئيسيًا في الصراع، ما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية في المنطقة.

خطر محدق والتصعيد العسكري مستمر
تتواصل المعارك العنيفة على جبهة شرق أوكرانيا، حيث سجلت القوات الروسية 153 هجومًا على قطاعات مختلفة من الجبهة، مع تركيز خاص حول بوكروفسك، التي تعد نقطة استراتيجية مهمة في منطقة دونباس.

وفي الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة القتال، يظهر بوضوح تصميم كل من القوات الأوكرانية والروسية على تحقيق مكاسب ميدانية.

ويبقى المشهد العسكري في شرق أوكرانيا يتسم بالدموية والعنف، وسط تحديات كبيرة في إدارة الوضع العسكري والأمني في ظل القصف المتواصل والقتال الشرس الذي لا يبدو أنه سيهدأ قريبًا.