29 ديسمبر 2025 21:54
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

بين التهجير والانفصال.. مخاوف عربية من ” مخطط مشبوه ” خلف الاعتراف الإسرائيلي بجمهورية أرض الصومال

في خطوة وصفت بأنها “لعب بالنار” وخرق صريح لكافة المواثيق الدولية، فجر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قنبلة دبلوماسية بإعلانه التوصل إلى اتفاق اعتراف متبادل مع إقليم «أرض الصومال» (صوماليلاند) المنفصل، في محاكاة لاتفاقات “إبراهام”، لتصبح إسرائيل أول دولة في العالم تكسر الإجماع الدولي وتعترف بالإقليم كدولة مستقلة، مما أثار عاصفة من الرفض الإقليمي والدولي.

جاء الرد الرسمي الصومالي حازماً وسريعاً؛ حيث حمّل الرئيس حسن شيخ محمود نتنياهو شخصياً مسؤولية هذا “العدوان غير القانوني” على سيادة الصومال ووحدة أراضيه.

واعتبرت الحكومة الصومالية أن الخطوة تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ومساساً مباشراً بالوحدة الوطنية، محذرة من تداعيات هذا “العبث الاستراتيجي”.

إجماع دولي ضد “مقامرة” نتنياهو

تحركت الدبلوماسية العربية والإفريقية والإسلامية في جبهة موحدة لصد القرار الإسرائيلي:

عربياً وإسلامياً: أدان اجتماع مشترك للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي الخطوة، واصفاً إياها بـ “الخرق السافر” لسيادة الدول.

إفريقياً: حذر الاتحاد الإفريقي من أن هذه “السابقة الخطيرة” تهدد السلم والأمن في قارة تعاني من هشاشة سياسية، معلناً رفضه القاطع لأي مساس بحدود الصومال.

دولياً: أكد الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي (المستعد لجلسة طارئة) على ضرورة احترام سلامة أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية.

المخاوف الكبرى: “خريطة بديلة” لتهجير الفلسطينيين

برزت مخاوف عربية وأمنية عميقة تتجاوز حدود الجغرافيا الصومالية؛ حيث ربط مندوب الصومال بالجامعة العربية، وأيده وزراء الخارجية العرب، بين دعم “كيان انفصالي” في الصومال وبين مساعي إسرائيل لإيجاد “وطن بديل” أو مناطق لتنفيذ التهجير القسري للشعب الفلسطيني.

واعتبر المحللون أن هذا التحرك هو “استثمار إسرائيلي” في التصدعات الإقليمية لإيجاد موطئ قدم استراتيجي يتحكم في مضيق باب المندب وأمن الملاحة في البحر الأحمر.

تصدعات متزامنة: اليمن والسودان على الخط

لا يمكن فصل “الاعتراف الإسرائيلي” عن التصعيد الميداني المتسارع في المنطقة العربية:

في السودان: تقدمت قوات “الدعم السريع” للسيطرة على الفاشر، مما استدعى تحركاً من الفريق البرهان وإشارات مصرية واضحة حول “الخطوط الحمراء”.

في اليمن: سيطرة قوات “المجلس الانتقالي” على حضرموت والمهرة، مما أثار رداً سعودياً حازماً وغارات جوية وتحذيرات مباشرة من وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان.

تمثل هذه التطورات “حصاراً متعدد الجبهات” يستهدف المصالح المصرية الاستراتيجية بشكل مباشر. فمن جهة، يهدد التقارب الإسرائيلي مع “أرض الصومال” وإثيوبيا أمن قناة السويس، ومن جهة أخرى، يفاقم التوتر في ملف “سد النهضة”، مما يجعل القاهرة تنظر إلى هذه التحركات باعتبارها تهديداً وجودياً يتطلب تنسيقاً عربياً عالي المستوى.