بين التوقيت والرسائل الرمزية – لماذا أعلنت حماس اغتيال محمد السنوار الآن؟

بين التوقيت والرسائل الرمزية ،ففي مشهد إعلامي شديد الحساسية، أعلنت حركة حماس رسميًا اغتيال القيادي محمد السنوار، وذلك بعد ساعات من إعلان الاحتلال الإسرائيلي اغتيال المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة. المفارقة أن إسرائيل كانت قد أعلنت اغتيال السنوار قبل أربعة أشهر، دون أن يصدر حينها تأكيد من حماس.

فما الذي تغيّر الآن؟ ولماذا اختارت الحركة هذا التوقيت تحديدًا لتأكيد خبر قديم؟ وهل هناك رابط خفي بين الاغتيالين؟

القطبة المخفية: ما وراء التزامن

التزامن بين الإعلانين لا يبدو عشوائيًا. فاغتيال أبو عبيدة، الشخصية الرمزية التي ارتبطت بالخطاب المقاوم منذ سنوات، شكّل صدمة معنوية في وجدان جمهور المقاومة.

وفي هذا السياق، قد يكون إعلان اغتيال السنوار محاولة لإعادة ترتيب المشهد القيادي، أو توجيه رسالة بأن الخسائر ليست آنية، بل تراكمية، وأن الحركة كانت تدير تداعيات اغتيال السنوار بصمت طوال الأشهر الماضية.

من جهة أخرى، قد يحمل الإعلان رسالة سياسية مزدوجة: أولًا، تأكيد أن الاحتلال لم يحقق نصرًا إعلاميًا مفاجئًا باغتيال أبو عبيدة، بل إن المعركة مستمرة والخسائر متبادلة.

وثانيًا، إظهار قدرة الحركة على ضبط إيقاع الإعلان بما يخدم سرديتها الإعلامية، لا سردية العدو.

القراءة الرمزية: من هو محمد السنوار؟

محمد السنوار ليس مجرد اسم في قائمة القادة، بل هو شقيق يحيى السنوار، قائد حماس في غزة، وعضو بارز في الجهاز العسكري.

اغتياله، في حال تأكيده، لا يمس فقط البنية التنظيمية، بل يحمل دلالة رمزية على استهداف العائلة القيادية نفسها.

وهنا، يصبح الإعلان المتأخر جزءًا من إدارة الرمزية، لا مجرد كشف عن معلومة.

الأسئلة المفتوحة: هل نحن أمام إعادة تشكيل للقيادة؟

هل جاء الإعلان في سياق تمهيد لتغييرات داخلية في هيكل القيادة العسكرية؟ هل هناك رغبة في إعادة توزيع الأدوار بعد فقدان شخصيتين بارزتين؟ أم أن الحركة أرادت استباق أي تسريبات إسرائيلية قد تُستخدم للتشويش أو التشكيك في تماسكها؟

كل هذه الأسئلة تبقى مفتوحة، وتستدعي متابعة دقيقة للخطاب الإعلامي القادم من الطرفين، خاصة في ظل تصاعد الحرب النفسية ومحاولات كل طرف لإعادة تشكيل الوعي الجماهيري وفقًا لسرديته الخاصة.