21 أكتوبر 2025 11:52
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

تأجيل اللقاء التحضيري بين واشنطن وموسكو يهدد قمة ترمب وبوتين في بودابست

يبدو أن الطريق إلى قمة بودابست بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين بدأ يتعرّض لعقبات مبكرة، بعدما تقرر تأجيل الاجتماع التحضيري رفيع المستوى الذي كان من المفترض أن يجمع هذا الأسبوع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرجي لافروف.

هذا التأجيل المفاجئ أثار تساؤلات واسعة في واشنطن وموسكو على حد سواء حول مستقبل اللقاء المرتقب بين الزعيمين، الذي كان ينظر إليه باعتباره خطوة أولى نحو فتح قنوات تفاوض جديدة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

مصادر في البيت الأبيض أكدت لشبكة CNN أن الاجتماع التحضيري تم تأجيله «حتى إشعار آخر»، دون الكشف عن أسباب محددة، بينما أوضح مصدر آخر أن الخلافات بين الجانبين لا تزال عميقة، خصوصاً حول إمكانية التوصل إلى صيغة عملية لإنهاء الحرب.

وبحسب المصدر ذاته، فإن روبيو ولافروف دخلا في اتصالات مكثفة خلال الأيام الماضية، لكنهما توصلا إلى استنتاج مختلف بشأن جدوى المضي في القمة في ظل استمرار تشدد الموقف الروسي.

المكالمة الهاتفية الأخيرة بين روبيو ولافروف، التي جاءت بعد اتصال سابق بين ترمب وبوتين، تناولت ما وصفته الخارجية الأميركية بـ«الخطوات التالية» لمتابعة التفاهمات بين الرئيسين.

وأشار البيان الأميركي إلى أن روبيو شدد خلال المكالمة على أهمية اللقاءات المقبلة باعتبارها فرصة لتقريب وجهات النظر حول تسوية دائمة تتوافق مع رؤية الرئيس ترمب.

في المقابل، وصفت موسكو المحادثة بأنها «بنّاءة» وركّزت على «خطوات ملموسة» لتنفيذ ما تم التفاهم عليه سابقاً، غير أن مراقبين أكدوا أن الفجوة بين الموقفين الأميركي والروسي ما زالت واسعة.

مصدر مطلع أوضح أن المسؤولين الأميركيين شعروا بأن موسكو لم تُبدِ أي مرونة جديدة، ما دفع روبيو إلى التوصية بعدم المضي حالياً في التحضير لقمة بودابست.

وأضاف أن إمكانية عقد مكالمة جديدة بين روبيو ولافروف هذا الأسبوع لا تزال قائمة، لكن دون توقعات مرتفعة.

اللافت أن هذه التطورات تأتي بعد نحو شهرين فقط من قمة ألاسكا بين ترمب وبوتين، التي استمرت قرابة ثلاث ساعات من دون أن تُفضي إلى اتفاق ملموس، رغم ما قيل عن «تقدم في بعض الملفات».

ومنذ ذلك الوقت، كرر ترمب دعوته العلنية إلى «وقف الحرب فوراً»، معتبراً أن استمرارها يمثل «حمام دم» لا يمكن أن يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار في أوروبا.

الكرملين من جانبه أكد أن موسكو لا تزال منفتحة على الحوار، وأنها ترى في القمة المحتملة بالمجر «فرصة للتحرك نحو تسوية سلمية»، لكنه شدد على أن موقف روسيا من الصراع الأوكراني «ثابت ومعروف».

وفي تصريحات مثيرة من البيت الأبيض، أعرب ترمب عن قناعته بأن أوكرانيا «لن تنتصر في الحرب»، مشيراً إلى أن بلاده «تتحمل العبء المالي دون فائدة تُذكر».

وقال خلال لقائه رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي: «إنها حرب لم تكن لتحدث لو كنت أنا الرئيس وقتها». كما انتقد الإدارة السابقة، مشيراً إلى أن الرئيس بايدن «منح كييف 350 مليار دولار»، بينما اعتبر أن حلف الناتو والجانب الأوكراني يدفعان الآن ثمن الأسلحة الأميركية.

وفي مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، أوضح ترمب أنه قادر على إنهاء الحرب «خلال فترة وجيزة»، مضيفاً أن بوتين «سيحصل على شيء ما لأنه كسب بعض الأراضي بالفعل».

هكذا، يتضح أن تأجيل اجتماع روبيو ولافروف ليس مجرد خطوة دبلوماسية عابرة، بل قد يكون مؤشراً على أن قمة بودابست نفسها تواجه اختباراً مبكراً، في ظل تصاعد الخلافات الجوهرية بين واشنطن وموسكو حول مستقبل أوكرانيا، وتراجع الثقة في إمكانية تحقيق اختراق حقيقي في هذا الملف الشائك.