30 ديسمبر 2025 20:49
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

تراجع الدعم الأمريكي لإسرائيل: أزمة الحزبين وصعود التيار الانعزالي في واشنطن

لم يعد الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل مجرد “مسلمة” سياسية لا تقبل الجدل؛ فخلف الأبواب المغلقة وفي أروقة صناعة القرار بقلب واشنطن، تدور رحى معركة صامتة تنذر بزلزال يضرب أسس التحالف التاريخي.

للمرة الأولى منذ عقود، يتصدع جدار التوافق بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ليتحول ملف “إسرائيل” من منطقة محايدة إلى قضية خلافية حادة تتقاذفها الأجنحة السياسية المتصارعة.

ترامب يقلب الطاولة: “النفوذ لم يعد كما كان!”

في مشهد درامي من داخل البيت الأبيض، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحاً لم يكن مجرد وصفٍ للواقع، بل كان بمثابة “قنبلة سياسية”؛ حين أشار إلى أن نفوذ القوى الداعمة لإسرائيل في الولايات المتحدة يمر بمرحلة أفول غير مسبوقة.

رسالة ترامب، التي قرأها المحللون كـ “غزل سياسي” لقواعد انتخابية جديدة، تأتي في وقت يشهد فيه الحزب الديمقراطي تحولاً راديكالياً؛ حيث صعدت أصوات يسارية شابة لا تتردد في انتقاد تل أبيب علانية، معلنةً انحيازاً غير مسبوق للرواية الفلسطينية، مما يهدد بتغيير وجه التصويت في انتخابات التجديد النصفي المقبلة.

زلزال في اليمين.. “أمريكا أولاً” تصطدم بـ “دعم إسرائيل”

لكن المفاجأة الكبرى لم تأتِ من اليسار وحده؛ فالحزب الجمهوري، الحصن التقليدي المنيع لإسرائيل، يعيش اليوم صراعاً داخلياً محتدماً.

تيار “MAGA” (أمريكا أولاً)، الذي يشكل العمود الفقري لقاعدة ترامب، بدأ يتبنى نبرة “انعزالية” ترى في الدعم الخارجي—بما فيه دعم إسرائيل—استنزافاً لموارد الدولة.

بروز شخصيات إعلامية وسياسية يمينية مؤثرة بدأت تهاجم “العمليات العسكرية في غزة” وتعارض أي صدام مع إيران، يعكس تحولاً دراماتيكياً.

هذه الأصوات لم تعد تكتفي بالاعتراض، بل تسعى لـ “حقن” برامج الحزب بسياسات مناهضة للارتباط العضوي بتل أبيب، في خطوة وصفتها الدوائر السياسية بـ “الانقلاب الناعم” على ثوابت اليمين.

تحالف الأضداد.. ومستقبل مجهول

المشهد الحالي يضع إسرائيل والجالية اليهودية في أمريكا أمام اختبار الوجود؛ حيث يلتقي أقصى اليمين مع أقصى اليسار في نقطة نادرة: التشكيك في جدوى التحالف.

ومع تصاعد الاستقطاب، يحذر الخبراء من أن “تصدير” الصراعات الإسرائيلية الداخلية إلى واشنطن قد يكتب الفصل الأخير من قصة “الإجماع الأمريكي الشامل”.