14 مايو 2025 02:36
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

ترامب في الرياض: زيارة تاريخية تعيد رسم ملامح التحالف الأمريكي السعودي وترفع العقوبات عن سوريا

شهدت العاصمة السعودية الرياض زيارة لافتة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جذبت أنظار العالم، لما حملته من رسائل سياسية واقتصادية غير مسبوقة، إلى جانب مفاجأة دبلوماسية تمثلت في إعلان رفع العقوبات عن سوريا ولقاء مرتقب مع الرئيس السوري أحمد الشرع، هو الأول من نوعه منذ أكثر من ربع قرن.

وأكد ترامب، خلال كلمته في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، أن العلاقات بين واشنطن والرياض تمثل صخرة للاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى مستقبل لامع ينتظر الشرق الأوسط.

وأضاف: “سنعمل على تقوية علاقاتنا مع السعودية أكثر من أي وقت مضى”.

كما تحدث الرئيس الأمريكي عن الإنجازات التي حققتها إدارته خلال الأشهر الأربعة الماضية، مؤكداً أن الجيش الأمريكي في أقوى حالاته منذ 30 عاماً، إلى جانب توفير 46 ألف وظيفة داخل الولايات المتحدة، وتوقيع اتفاقيات تجارية كبرى مع الصين.

وفي تطور اقتصادي بارز، أعلن البيت الأبيض أن السعودية ستضخ استثمارات بقيمة 600 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي، في خطوة وصفها مراقبون بأنها الأكبر في تاريخ الشراكة بين البلدين.

على الجانب العسكري، قال ترامب: “نستخدم قوتنا العسكرية لنصرة السلام”، في حين أشار مسؤولون أمريكيون إلى أن لقاء ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع سيتم خلال وجوده بالرياض، وهو ما أكده أيضاً موقع “أكسيوس” نقلاً عن مصادر مطلعة.

من جانبه، أكد المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية، سامويل وربيرغ، أن ترامب يرى في السعودية شريكاً أساسياً في مجالات متعددة تشمل الدفاع والسياسة والاقتصاد والثقافة، مشيراً إلى أن اليوم يمثل “يوماً تاريخياً” في العلاقات الثنائية. كما شدد على رغبة واشنطن في مشاركة الرياض بأحدث تقنياتها، بما في ذلك التكنولوجيا النووية السلمية.

وفي تصريحات موازية، أشاد ترامب بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قائلاً: “هو رجل عظيم لا مثيل له”، وأضاف: “لن أنسى أبداً الضيافة الاستثنائية التي تلقيتها من الملك سلمان قبل 8 سنوات”.

كما أشار إلى الود الكبير الذي يجمعه بالأمير محمد بن سلمان، واصفاً إياه بالحكيم رغم صغر سنه.

وشهدت الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات الطاقة والأمن والصحة، إضافة إلى وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية بين الجانبين، وذلك في قمة سعودية أمريكية استضافها قصر اليمامة بالرياض.

كما أعلنت وزارة الخارجية السورية ترحيبها بتصريحات ترامب بشأن رفع العقوبات المفروضة على دمشق، ووصفت الخطوة بأنها بداية لإنهاء معاناة الشعب السوري.

وفي السياق ذاته، شدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على أن الاقتصاد السعودي هو الشريك الأكبر لأمريكا في المنطقة، مشيراً إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تمتد لأكثر من 92 عاماً، وأن الاستثمارات المشتركة تُعد ركيزة أساسية ضمن رؤية السعودية 2030.

زيارة ترامب إلى السعودية – وهي الأولى له خارج الولايات المتحدة في ولايته الثانية – عكست تحولات استراتيجية في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، وأكدت على دور السعودية المتنامي في الملفات الإقليمية والدولية.