25 نوفمبر 2025 03:43
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

ترامب والتحرك نحو «التصنيف الإرهابي».. الإخوان نفوذ صامت في قلب أمريكا لنحو 6 عقود 

عاد ملف جماعة الإخوان إلى واجهة الاهتمام في الولايات المتحدة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه المضي في إجراءات تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقع أمرا تنفيذيا وجه فيه إدارته بدراسة ما إذا كان ينبغي تصنيف بعض فروع جماعة الإخوان مثل تلك الموجودة في لبنان ومصر والأردن منظمات إرهابية أجنبية وإرهابيين عالميين مُصنَّفين بشكل خاص.

وأضاف البيت الأبيض في بيان: “الرئيس ترامب يواجه الشبكة العابرة للحدود لجماعة الإخوان، والتي تغذي الإرهاب وحملات زعزعة الاستقرار المناهضة للمصالح الأمريكية وحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط”.

وأكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستتعاون مع شركائها الإقليميين للقضاء على قدرات وعمليات فروع الإخوان المصنفة كمنظمة إرهابية عالمية.

وأوضح البيت الأبيض أن ترامب يبدأ إجراءات تصنيف بعض فروع جماعة الإخوان المسلمين كمنظمات إرهابية أجنبية وإرهابيين عالميين، موجها بمراجعة فروع جماعة الإخوان فى مصر ولبنان والأردن لتصنيفها منظمات إرهابية.

القرار أثار جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والأمنية، إذ يسلط الضوء على نفوذ الجماعة العميق والمستمر منذ ستينيات القرن الماضي، وعلى شبكاتها المالية والتنظيمية التي تتيح لها التأثير في المؤسسات الإسلامية والمجتمعية والسياسية على مدار أكثر من ستة عقود.

تاريخ التأسيس والتغلغل المبكر في الولايات المتحدة

بدأت جماعة الإخوان نشاطها في الولايات المتحدة مع وصول أولى موجات الطلاب المتأثرين بفكر الجماعة في ستينيات القرن الماضي؛ حيث أسسوا “جمعية الطلاب المسلمين” التي شكلت النواة الأولى لبناء مؤسسات جماعية أكثر تأثيرًا.

اعتمدت الجماعة منذ البداية على الحذر والسرية، مقدمة نفسها للعلن تحت أسماء ثقافية ودينية، واستغلت الحرية الاجتماعية والسياسية في البلاد لتوسيع نشاطها الدعوي والمؤسسي بطريقة قانونية وممنهجة.

التوسع المؤسسي والمالي
مع مرور الوقت، انتقلت الجماعة من النشاط الطلابي إلى بناء منظومة مؤسسية متكاملة تشمل مراكز بحثية، وجمعيات خيرية، ومنظمات دعوية، وكيانات ضغط سياسي، فضلاً عن امتلاك وإدارة عشرات العقارات الخاصة بالمساجد والمدارس الإسلامية.

هذه الاستراتيجية مكنتها من تأسيس قاعدة مادية قوية، وتحقيق تأثير واسع يمتد من المؤسسات التعليمية إلى دوائر صنع القرار داخل المجتمع الأمريكي.

التغلغل في السياسة والمجتمع
استثمرت الجماعة المؤسسات التي أسستها لتصبح جزءًا من المشهد السياسي والاجتماعي الأمريكي، حيث شارك أعضاؤها في منظمات بارزة مثل مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية “كير”، وسعوا للتأثير في الجامعات ووسائل الإعلام ومراكز البحث.

وفي التسعينات، أطلقت الجماعة “الجمعية الأميركية للمسلمين” لتكون واجهتها العلنية، ما سمح لها بتوسيع حضورها الرسمي بين الجاليات المسلمة.

النفوذ الحالي وأدوات السيطرة القانونية
تقديرات المحللين تشير إلى أن الجماعة تسيطر على نحو 300 مدرسة إسلامية، وما يزيد عن 8700 مسجد في الولايات المتحدة، مستفيدة من طواقم قانونية متخصصة داخل مؤسسات مثل كير وماس وإسنا وأكنا.

هذه الطواقم تمكن الجماعة من مواجهة القرارات الحكومية، واستغلال الثغرات القانونية، ما جعل نفوذها في المجتمع الأمريكي واسعًا وعميقًا، رغم عدم الإعلان المباشر عن الانتماء للجماعة.

ردود الفعل والتحركات الرسمية
تحرك الرئيس الأمركي ترامب لتصنيف الجماعة منظمة إرهابية جاء استجابة لمخاوف من محاولات الإخوان تأسيس مجتمعات موازية وتمدد نفوذها داخل المجتمع الأمريكي.

ويرى خبراء سياسيون أن القرار يمثل رسالة دعم لدول الشرق الأوسط التي سبق، وأن حظرت الجماعة، كما يشير إلى استمرار المخاوف الأمنية من احتمالات تورط الجماعة في أنشطة إرهابية محتملة.