ترامب يثير الجدل بطرح “تبادل الأراضي” بين أوكرانيا وروسيا.. ما هي المناطق المتنازع عليها؟

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول “تبادل محتمل للأراضي” بين أوكرانيا وروسيا ردود فعل واسعة في أوروبا، مما دفع إلى حملة دبلوماسية مكثفة لدعم كييف قبل قمة محتملة بين البيت الأبيض والكرملين. بينما تؤكد أوكرانيا رفضها التنازل عن أي أراضٍ محتلة، تتساءل عن نطاق الفكرة التي أشار إليها ترمب. فما هي الأراضي التي تسيطر عليها روسيا؟ وما حجم الخسائر الأوكرانية منذ الغزو الروسي في فبراير 2022؟

وفقًا لتحليلات مفتوحة المصدر، تسيطر روسيا حاليًا على 114,500 كم² (ما يعادل 19% من مساحة أوكرانيا)، تشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، وأجزاء كبيرة من دونباس في شرق أوكرانيا، بالإضافة إلى أجزاء من زابوريجيا وخيرسون في الجنوب، وجيوب صغيرة في خاركيف وسومي ودنيبروبتروفسك. تجدر الإشارة إلى أن أوكرانيا لا تسيطر على أي أراضٍ روسية معترف بها دوليًا، رغم استعادتها مؤخرًا لمنطقة كورسك الروسية لفترة وجيزة.

في شبه جزيرة القرم، التي تبلغ مساحتها 27,000 كم²، لا تزال الأوضاع متوترة منذ ضمها من قبل روسيا عام 2014 بعد استفتاء مثير للجدل.

وتعتبر أوكرانيا القرم “أرضًا محتلة”، بينما تصر موسكو على أنها جزء من أراضيها. يعترف بعض المسؤولين الأوكرانيين سرًا بصعوبة استعادة القرم عسكريًا نظرًا لأهميتها الاستراتيجية لروسيا، خاصة مع وجود ميناء سيفاستوبول العسكري الحيوي هناك.

أما في إقليم دونباس، فتسيطر روسيا على 88% من الإقليم (46,570 كم²)، بما في ذلك كامل منطقة لوغانسك و75% من دونيتسك. يعود الصراع في هذه المنطقة إلى عام 2014 عندما أعلنت “جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتان” الاستقلال بدعم روسي، قبل أن يعترف بهما الرئيس بوتين رسميًا قبيل الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022.

وفي منطقتي زابوريجيا وخيرسون الجنوبيتين، تبلغ السيطرة الروسية نحو 74% من المساحة (41,176 كم²)، بينما تحتفظ أوكرانيا بحوالي 14,500 كم². تتمتع هذه المناطق بأهمية استراتيجية كبيرة لروسيا، حيث توفر اتصالًا بريًا مع شبه جزيرة القرم، كما تسيطر موسكو على محطة زابوريجيا النووية، الأكبر في أوروبا.

كما تسيطر القوات الروسية على جيوب صغيرة في مناطق خاركيف وسومي (نحو 400 كم²)، بهدف إنشاء “منطقة عازلة” لحماية منطقة كورسك الروسية من الهجمات الأوكرانية. بالإضافة إلى ذلك، تحتفظ روسيا بوجود محدود في دنيبروبتروفسك بالقرب من الحدود.

وتصرح روسيا على اعتبار القرم ودونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون أجزاءً من أراضيها، بينما تؤكد أوكرانيا أنها أراض محتلة. ولا تعترف الغالبية العظمى من الدول بهذه المزاعم الروسية، باستثناء عدد قليل مثل سوريا وكوريا الشمالية ونيكاراغوا. في عام 2014، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يؤكد عدم شرعية ضم القرم، معترفةً بسيادة أوكرانيا عليها.

ويستمر الجدل حول الوضع القانوني لهذه المناطق، حيث يقارن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بين وضع القرم وكوسوفو، متهمًا الغرب بازدواجية المعايير لاعترافه باستقلال كوسوفو عام 2008 بينما يرفض الاعتراف بضم القرم. مع استمرار الحرب، تظل مسألة الأراضي المحتلة واحدة من أكبر العقبات أمام أي مفاوضات سلام محتملة بين الجانبين.