تصاعد الانهيار الإنساني بفلسطين.. جرائم المستوطنين دون عقاب وغزة تحتضر صحيا

تشهد الأراضي الفلسطينية تصعيدًا خطيرًا في المشهدين الأمني والإنساني، وسط اقتحامات متواصلة لقوات الاحتلال في الضفة الغربية، وانهيار شبه كامل لمنظومة الرعاية الصحية في قطاع غزة، بينما تتسارع التحركات الدبلوماسية الدولية لتثبيت وقف إطلاق النار وإطلاق جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.

تطورات الساعات الأخيرة كشفت عن ملفات جديدة لجرائم المستوطنين، واستمرار سيطرة الاحتلال على مواقع أثرية فلسطينية بدعوى “الحماية”، في وقت تتسع فيه دائرة الإفلات من العقاب داخل الضفة الغربية.

ميدان مشتعِل واقتحامات متواصلة

أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة شابين برصاص الاحتلال خلال اقتحام بلدة قباطية جنوب جنين، ضمن موجة من العمليات العسكرية اليومية التي تضرب مدن الضفة الغربية.

في المقابل، تكشف تقارير ميدانية عن تحويل المواقع الأثرية في الضفة منذ أكثر من خمسة عقود إلى أداة سياسية لفرض واقع استيطاني جديد تحت ذريعة “حماية الآثار”، ما يمنح إسرائيل السيطرة على الأراضي المصنفة “ج” وإعادة تشكيل الرواية التاريخية للمنطقة.

جرائم بلا عقاب في الضفة

وفي تطور لافت، ذكرت القناة الإسرائيلية 12 أن عدد ملفات التحقيق بجرائم المستوطنين ضد الفلسطينيين تراجع من 235 ملفًا في 2022 إلى 60 فقط في 2024، دون أن تصدر أي لائحة اتهام واحدة، ما يؤكد – بحسب مراقبين – تواطؤًا رسميًا وتغاضيًا متعمّدًا عن محاسبة الجناة.

غزة تموت في صمت

أما في قطاع غزة، فقد رسمت صحيفة لوموند الفرنسية صورة قاتمة للوضع الصحي، مؤكدة أن المرضى والمصابين يموتون بصمت وسط انهيار كامل للمرافق الطبية.

وأشارت الصحيفة إلى وجود أكثر من 18 ألف حالة حرجة بانتظار التحويل للعلاج خارج القطاع، بينما توفي نحو ألف مريض، بينهم أطفال، بسبب تأخر الإجلاء وعدم توفر الأدوية والمعدات الأساسية.

وفي الداخل الإسرائيلي، تفجرت أزمة جديدة بعد اعتقال ضابط رفيع برتبة لواء بتهمة خيانة الأمانة، ما أحدث حالة من الارتباك داخل المؤسسة الأمنية، ودفع قيادة الشرطة لعقد اجتماع طارئ لمتابعة تداعيات القضية التي لم تُكشف تفاصيلها بعد.

على الصعيد الدولي، أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني تخصيص 60 مليون يورو لدعم إعادة إعمار قطاع غزة، مؤكداً أن بلاده قدمت بالفعل 5 ملايين يورو كمساعدات عاجلة خلال الأشهر الماضية.

وأوضح تاياني أن مبعوثًا إيطاليًا زار الأردن ورام الله ومصر وإسرائيل، على أن يتوجه قريبًا إلى الولايات المتحدة، في إطار سعي إيطاليا لتولي دور قيادي في جهود الإعمار ومسار السلام الإقليمي.