تصعيد إسرائيلي واسع بالضفة الغربية واعتداء مستوطنين يحرق منزلًا شمال رام الله

تعيش الضفة الغربية المحتلة منذ فجر اليوم السبت تصعيدًا أمنيًا واسع النطاق، مع سلسلة اقتحامات متزامنة شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على عدة مدن وبلدات فلسطينية، بالتزامن مع اعتداء خطير نفذه مستوطنون متطرفون بإضرام النار في منزل بقرية أبو فلاح شمال شرق رام الله.
اقتحامات واسعة في رام الله والقدس وبيت لحم
ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها آليات عسكرية وجرافات اقتحمت مدينة البيرة بمحافظة رام الله، وتمركزت في محيط مستشفى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وبلدية البيرة، مطلقة أعيرة نارية وقنابل صوتية بشكل كثيف، ما أثار حالة من الخوف بين المرضى والعاملين بالمستشفى.
وشهدت شوارع المدينة تمركز قناصة الاحتلال على أسطح المباني القريبة، بينما نفذت القوات عمليات تفتيش محدودة في الشوارع المحيطة دون تسجيل اعتقالات حتى الآن.
وفي القدس المحتلة، اقتحمت قوة عسكرية إسرائيلية بلدة كفر عقب شمال المدينة عبر حاجز قلنديا العسكري، مستخدمة آليات مصفحة وسط إطلاق عشوائي للرصاص وقنابل الصوت، ما أدى لاندلاع مواجهات بين الشبان الفلسطينيين والقوات، أسفرت عن حالات اختناق.
وفي محافظة بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي الدوحة والخضر، ونصبت حاجزًا عسكريًا مفاجئًا في منطقة عقبة حسنة قرب قرية نحالين، حيث أوقفت المركبات وفتشتها بدقة، ما تسبب في اختناقات مرورية وإعاقة حركة المواطنين.
مستوطنون يحرقون منزلًا في أبو فلاح
وفي حادثة خطيرة وصفت بأنها من أخطر اعتداءات المستوطنين منذ بداية الشهر، اقتحم مستوطنون متطرفون فجر اليوم منزل المواطن باسل الشيخ المكون من طابق واحد في قرية أبو فلاح، وأضرموا النار فيه بالكامل، مع كتابة شعارات عنصرية بالعبرية على جدران المنزل.
تدخل أهالي القرية لإخماد الحريق قبل وصول طواقم الإطفاء الفلسطينية، لكن قوات الاحتلال اقتحمت المنطقة وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز لتفريق المواطنين، ما أدى لإصابة عدد من الأهالي بحالات اختناق دون وقوع إصابات مباشرة بالرصاص.
تصاعد الاعتداءات المستوطنة
وحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، شهد شهر أكتوبر الماضي 766 اعتداءً للمستوطنين في الضفة الغربية، تراوحت بين إحراق منازل ومركبات، واقتلاع أشجار زيتون، واعتداءات جسدية على المزارعين، ورشق بالحجارة.
ويشير مراقبون إلى أن هذه الاعتداءات تتم غالبًا تحت حماية مباشرة من الجيش الإسرائيلي، الذي يكتفي في معظم الحالات بإبعاد الفلسطينيين أو اعتقالهم دون ملاحقة المستوطنين.
تحذيرات من انفجار الوضع الأمني
تأتي هذه التطورات في ظل حالة احتقان شديدة في الضفة الغربية، مع استمرار الاقتحامات الليلية والاعتقالات اليومية، وتصعيد العمليات العسكرية في مدن مثل جنين وطولكرم ونابلس خلال الأسابيع الأخيرة.
وحذرت جهات فلسطينية رسمية، من بينها هيئة شؤون الأسرى ووزارة الخارجية الفلسطينية، من أن استمرار هذا النهج الإسرائيلي قد يؤدي إلى تفجر شامل للأوضاع الأمنية، مشيرة إلى أن تواطؤ الحكومة الإسرائيلية مع جماعات المستوطنين يمثل “قنبلة موقوتة تهدد بانفجار شامل”.


تعليقات 0