5 أغسطس 2025 21:47
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

تقرير: حزب الله يرفض تسليم سلاحه ويتمسك بـ”خيار المقاومة”

في وجه الضغوط الأمريكية بموقف يعكس تمسكه بسلاحه كجزء من معادلة الردع، أعلن حزب الله رفضه القاطع لأي جدول زمني لتسليم سلاحه، في ظل ما وصفه باستمرار “العدوان الإسرائيلي” على لبنان، بالتزامن مع مناقشات حكومية حساسة حول حصر السلاح بيد الدولة وضغوط أمريكية متصاعدة لدفع الحزب نحو التخلي عن ترسانته.

موقف حزب الله: لا سلاح بلا حماية

أكد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في كلمة متلفزة ألقاها خلال حفل تأبين لقيادي إيراني، أن الحزب “لن يوافق على أي جدول زمني يُطرح لتنفيذه في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي”، مشدداً على أن الأولوية يجب أن تكون “لمناقشة استراتيجية أمن وطن” وليس نزع سلاح المقاومة، مطالباً الدولة بوضع خطط للحماية وليس لإضعاف من يدافع عنها.

التلميح لرفض اتفاقيات جديدة

في إشارة ضمنية إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل الذي أُبرم في نوفمبر الماضي برعاية أمريكية، قال قاسم إن “حزب الله لم يوافق على أي اتفاق جديد”، محذراً من أن “أي حرب إسرائيلية جديدة ستقابلها صواريخ على رؤوس الإسرائيليين”، في رسالة تعكس استمرار تمسك الحزب بمعادلة الردع.

اجتماع حكومي في ظل ضغوط خارجية

بالتزامن مع هذه التصريحات، عقد مجلس الوزراء اللبناني اجتماعاً في القصر الرئاسي برئاسة الرئيس جوزيف عون، لمناقشة عدد من البنود أبرزها “استكمال تنفيذ البيان الوزاري المتعلق ببسط سيادة الدولة بقواها الذاتية”، و”البحث في الترتيبات الخاصة بوقف إطلاق النار”، وذلك وسط ضغوط أمريكية واضحة تطالب بحصر السلاح بيد الدولة.

تحركات أمريكية وتصريحات لافتة

قال مصدر لبناني مطلع لوكالة فرانس برس إن واشنطن تضغط بقوة على لبنان لتحديد جدول زمني لتجريد حزب الله من سلاحه، مضيفاً أن الموفد الأمريكي توم براك، الذي زار بيروت مؤخراً، طالب الحكومة بالتحرك الفوري من أجل ترجمة وعودها بأن تحتكر الدولة السلاح.

أزمة سلاح المقاومةبين الداخل والخارج

هذه التطورات طرحت ملف سلاح حزب الله إلى الواجهة، باعتباره الفصيل الوحيد الذي احتفظ بترسانته بعد الحرب الأهلية (1975-1990)، في بلد طائفي قائم على المحاصصة، ويعاني أصلاً من أزمات اقتصادية وسياسية خانقة، ما يجعل من مناقشة هذا الملف قضية شائكة ومعقدة بين الداخل اللبناني والخارج الضاغط.

تراجع النفوذ؟

تشير تقارير إلى أن حزب الله خرج من المواجهة الأخيرة مع إسرائيل في وضع منهك، خاسراً عدداً من قياداته ومساحات من نفوذه داخل لبنان، ما دفع بعض المراقبين لاعتبار أن اللحظة الإقليمية والدولية تضغط باتجاه تقليص قوته العسكرية تدريجياً، بينما لا يزال الحزب يتمسك بخياره المقاوم كجزء من توازنه الداخلي والإقليمي.