22 ديسمبر 2025 01:41
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

«جوانتنامو الاحتلال الإسرائيلي».. شهادات تفضح التعذيب الممنهج للأسرى الفلسطينيين

كشفت التحقيقات الدولية وشهادات سجناء سابقين عن حجم التعذيب الممنهج الذي يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، بعد استشهاد ما لا يقل عن 98 فلسطينيًا خلال فترة الاحتجاز.

التقرير الصادر عن مجلة دير شبيجل الألمانية ومنظمات حقوقية إسرائيلية رسم صورة صادمة لانتهاك حقوق الإنسان الأساسية في جميع مراحل الاحتجاز بدءًا من الاعتقال مرورًا بالاستجواب وصولًا إلى السجن، فيما فشلت الأجهزة القضائية والطبية والإدارية في التدخل لوقف هذه الانتهاكات، الأمر الذي يعكس سياسة متعمدة لتطبيق أساليب القمع والتعذيب على المعتقلين الفلسطينيين.

السيطرة على المعتقلين ونقص الرعاية القانونية والطبية

أوضح التقرير حرمان المعتقلين الفلسطينيين غالبًا من الوصول إلى محامين أو رعاية طبية لفترات طويلة، رغم طلبات متكررة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر لزيارة المعتقلين.

وتحتجز إسرائيل حاليًا نحو 9200 فلسطيني تحت مسمى “أسرى الأمن”، الأمر الذي يضاعف من حجم المعاناة، ويضع هؤلاء الأسرى في دائرة الخطر المستمر، وسط تجاهل شبه كامل من السلطات الإسرائيلية لمسؤولياتها الإنسانية والقانونية تجاههم.

توثيق الوفاة والعنف الممنهج

كما سجلت منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان” الإسرائيلية 98 حالة وفاة منذ بداية الحرب، حيث ينتمي أكثر من ثلثي الضحايا إلى غزة، بينما الباقون من الضفة الغربية، وقد لقي 52 أسيرًا شهيدهم خلال اشتباكات مسلحة.

وأكد التقرير أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير انتهج سياسة التضييق على ظروف الاحتجاز كنوع من العقاب الإضافي، خاصة بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، حيث تحولت مراكز الاحتجاز إلى مواقع للتعذيب وسوء المعاملة، بما في ذلك الانتهاك الروتيني لحقوق الإنسان الأساسية وغياب الرعاية الطبية واستخدام العنف الجسدي بشكل يومي، حتى أصبح قتل الفلسطينيين المحتجزين ممارسة منتظمة.

شهادات الأسرى المفرج عنهم
قدمت شهادات الأسرى المفرج عنهم تفاصيل صادمة عن أوضاع السجون، بما في ذلك التعرض للضرب لساعات طويلة، التقييد أثناء جلسات الاستجواب، والاغتصاب، إضافة إلى حالات وفاة أمام أعين زملائهم.

ووجدت الفحوص الطبية علامات عنف وإهمال على معظم الجثث، لكن غياب وثائق التشريح حال دون تحديد الأسباب الدقيقة للوفاة في أغلب الحالات. وذكر ناجي عباس، أحد معدّي تقرير منظمة حقوق الإنسان الفلبينية، أن السلطات الإسرائيلية امتنعت عن الإفصاح عن العدد الحقيقي للوفيات، مؤكّدًا أن الرقم الرسمي لا يعكس الواقع الفعلي للأسرى الفلسطينيين في السجون.

الانتهاكات مستمرة وإنكار رسمي
تؤكد التقارير الدولية وشهادات الشهود أن الانتهاكات ضد الأسرى الفلسطينيين مستمرة ومنهجية، ومع ذلك يتم إنكارها أو تجاهلها في السياسة الإسرائيلية وقطاعات واسعة من المجتمع. نادرًا ما تتناول وسائل الإعلام الإسرائيلية هذه الانتهاكات، وعندما تفعل تصنّف عادة كحالات فردية، مع تحويل الغضب إلى من يفضح الانتهاكات بدلًا من محاسبة الجناة، ما يعكس استمرار الإفلات من العقاب وغياب المساءلة.