جيه دي فانس وسط انقسامات المحافظين في أمريكا: الحركة مفتوحة للجميع
رغم موجة الجدل حول إسرائيل ومعاداة السامية

في أجواء مشحونة بالجدل والانقسامات داخل الحركة المحافظة الأمريكية، تصدّر جيه دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، العناوين بعد موقفه الحاسم في المؤتمر السنوي لمنظمة «نقطة تحول الولايات المتحدة» (Turning Point USA)، مؤكدًا أن الحركة يجب أن تبقى مفتوحة لجميع من يحبون أمريكا، رافضًا الانحياز إلى أي طرف على حساب الآخر، وسط تصاعد الانتقادات المتعلقة بمعاداة السامية والسياسات تجاه إسرائيل.
رفض «معايير النقاء» وانفتاح على الجميع
أوضح فانس في كلمته أمام المؤتمر أن الحركة المحافظة لن تتبع ما يُعرف بـ«معايير النقاء» التي تسعى لاستبعاد شخصيات مثيرة للجدل، مثل مقدم البودكاست نيك فوينتيس.
وقال فانس: «لم أحضر قائمة بأسماء محافظين لإدانتهم أو منعهم من الظهور»، مشددًا على أنه جاهز للقتال إلى جانب كل واحد منكم، مستلهمًا في ذلك نموذج التحالف الواسع الذي بناه الرئيس دونالد ترامب.
هذه التصريحات تأتي وسط محاولات لإيجاد توازن دقيق بين الدفاع عن قيم الحركة والمحافظة على الوحدة الداخلية، خصوصًا بعد وفاة مؤسس المنظمة تشارلي كيرك وظهور مؤشرات لانقسامات محتملة بين كبار المعلقين المحافظين.
دعم خليفة محتمل لترامب
أعلنت إريكا كيرك، رئيسة المنظمة بعد اغتيال زوجها تشارلي، دعمها لترشح فانس كخليفة محتمل للرئيس ترامب، معتبرة هذا التأييد استراتيجيًا نظرًا لنفوذ المنظمة وشبكة متطوعيها الكبيرة.
لكن تقرير وكالة «أسوشيتد برس» حذر من صعوبات سياسية مرتقبة أمام فانس أو أي شخصية أخرى تسعى للترشح عن الحزب الجمهوري، وسط تساؤلات جدية حول مستقبل تحالف MAGA بدون ترامب، وغياب مسار واضح للحفاظ على الوحدة داخل الحزب.
الجدل حول إسرائيل ومعاداة السامية
أشعل المؤتمر نقاشات حادة حول إسرائيل ومعاداة السامية، وهو ما يعكس الانقسامات المتصاعدة بين المحافظين. فقد انتقد بن شابيرو بعض الشخصيات المحافظة، محذرًا من أن الحركة معرضة للخطر بسبب دعم المتطرفين ونظريات المؤامرة، بينما اتهم تاكر كارلسون شابيرو بمحاولة فرض رقابة على الأصوات المختلفة، فيما هاجم شابيرو أيضًا ستيف بانون، مستشار ترامب السابق، ما أدى إلى تبادل الاتهامات الحاد بين أبرز رموز اليمين الأمريكي.
ورأت صحيفة «نيويورك تايمز» أن المؤتمر كشف عن تحديات ضخمة أمام خليفة ترامب المحتمل، بما في ذلك كيفية التعامل مع الانقسامات الداخلية، واستيعاب المتطرفين، دون المساس بوحدة الحركة أو تماسك التحالف المحافظ.
التحالف المحافظ بين الولاء والاختبارات
على مدار أربعة أيام، أصبح المؤتمر منصة للجدل الدائر حول **حرية التعبير، التعصب، والولاء للحزب»، في ظل تساؤلات مستمرة عن من سيقود الحركة بعد ترامب. وبرز فانس كرمز للاعتدال النسبي داخل الجناح المحافظ، محافظًا على موقفه المنفتح على جميع التيارات داخل الحركة، من دون فرض خطوط حمراء أخلاقية.
وأضاف فانس: «لم يبنِ الرئيس ترامب أعظم تحالف سياسي بإخضاع مؤيديه لاختبارات نقاء لا نهاية لها، تُفضي إلى نتائج عكسية»، في إشارة واضحة إلى رغبته في الوحدة والمرونة داخل الحزب الجمهوري.


تعليقات 0