حرائق هائلة تجتاح تلال القدس للمرة الثانية خلال أسبوع
وسط جهود عاجلة للسيطرة عليها

اندلعت حرائق ضخمة، اليوم الأربعاء، في غابة إشتول على مشارف مدينة القدس، لتصبح الحادثة الثانية خلال أسبوع، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية.
الحريق الذي اجتاح تلال القدس تسبب في تعطيل حركة المرور على الطريق السريع رقم 1، الرابط الحيوي بين القدس وتل أبيب، حيث علق العديد من السائقين وسط سحب من الدخان الكثيف.
في حين كانت فرق الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية تبذل قصارى جهدها للسيطرة على النيران، وسط ظروف مناخية قاسية تشمل حرارة شديدة ورياح عاتية.
وبحسب دائرة الإطفاء والإنقاذ، امتد الحريق إلى خمسة مواقع مختلفة في تلال القدس، ما جعل الجهود تزداد صعوبة، خاصة في ظل الحرارة المرتفعة والتي ساهمت في انتشار النيران بسرعة.
ومع ارتفاع ألسنة اللهب، اشتعلت النيران في أربع سيارات على الطريق، ما استدعى تدخلًا سريعًا لإنقاذ الركاب العالقين.
وتمكن رجال الإنقاذ من إخراج تسعة أشخاص من السيارات المتأثرة بالدخان الكثيف، دون أن يُسجل وقوع إصابات خطيرة داخل المركبات المشتعلة.
هذه الحرائق تعتبر واحدة من أخطر ما شهدته إسرائيل في الآونة الأخيرة، إذ حذّرت السلطات من أن النيران قد تمتد إلى مناطق أخرى إذا استمرت الرياح في التأثير على سرعة انتشارها.
الأمر الذي دفع السلطات إلى إعلان حالة التأهب القصوى، في خطوة غير مسبوقة.
وبالتزامن مع الحرائق، أُصدرت أوامر إخلاء عاجلة في عدة مناطق سكنية، حيث تم إخلاء سكان “نفيه شالوم” و”بكوع” و”تعوز” و”نحشون”، بالإضافة إلى إخلاء النصب التذكاري العسكري في “اللطرون” والدير المجاور كإجراء احترازي.
حرائق هائلة
وفي ضوء تفاقم الأوضاع، تم إغلاق الطريق السريع رقم 1 بالكامل، ما تسبب في شلل مروري بين القدس وتل أبيب.
كما تم إغلاق الطريق رقم 3، بالإضافة إلى الطرق رقم 65 و70 و85، في محاولة لتجنب أي حوادث أخرى. من جهة أخرى، تم تعليق حركة القطارات بين المدينتين، ما فاقم من معاناة المواطنين.
الحكومة الإسرائيلية سارعت إلى إنشاء مركز قيادة ميداني في منطقة إشتول، حيث التقى وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير ووزيرة حماية البيئة عيديت سيلمان بفِرق الإطفاء لمتابعة سير عمليات مكافحة النيران.
وتم استدعاء وحدات إطفاء إضافية من مختلف أنحاء البلاد، حيث تعمل حالياً 119 طاقم إطفاء إلى جانب 10 طائرات لمكافحة الحرائق.
وفي الوقت نفسه، توجه 22 فريقًا آخر إلى المنطقة للمساعدة في عمليات الإطفاء، بينما تم وضع سيارات الإسعاف التابعة لنجمة داوود الحمراء في حالة تأهب لاستقبال أي إصابات محتملة.
الحرائق لم تقتصر على تلال القدس فقط، حيث أفادت مصادر طبية أن عدة أشخاص تعرضوا للإصابة جراء استنشاق الدخان، وتم نقل 12 شخصًا إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وفي خطوة إضافية، أعلنت السلطات عن إخلاء مستوطنة “ميفو حورون” القريبة من مدينة “موديعين” بعد أن تجاوزت النيران قدرة السيطرة عليها.
وبينما تستمر فرق الإطفاء في جهودها المضنية، تبقى المخاوف من امتداد الحرائق إلى مناطق أخرى قائمة، ما يعكس حجم الكارثة البيئية والإنسانية التي تعيشها إسرائيل في ظل هذه الموجة العنيفة من الحرائق.
تعليقات 0