5 نوفمبر 2025 23:42
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

دارفور تختنق تحت الحصار.. الفاشر على حافة المجاعة والعالم يترقب كارثة إنسانية تمتد إلى 2026

تغرق مدينة الفاشر في شمال دارفور يوماً بعد يوم في جحيم إنساني متصاعد، حيث يواصل الحصار المفروض عليها منذ ما يقرب من عامٍ ونصف خنقَ الحياة داخلها، فيما تتصاعد أعمال العنف ضد المدنيين وتُسجَّل جرائم إعدام خارج القانون وسط عجز دولي مؤلم وصمتٍ يثقل الضمير الإنساني.

وتؤكد تقارير أممية أن المدينة تعيش حالة من الفوضى الدموية، إذ يتعرض المدنيون والعاملون في المجال الإنساني والأطفال لاعتداءات مباشرة، بينما تُمنع المساعدات من الوصول إلى عشرات الآلاف المحاصرين الذين يواجهون خطر الموت جوعًا أو برصاص الميليشيات.

وفي تقرير صادم، حذّرت اللجنة الأممية لمراجعة مراحل الأمن الغذائي من أن السودان يتجه نحو أسوأ موجة جوع في تاريخه الحديث، إذ يواجه أكثر من 21 مليون شخص انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، خاصة في ولايات دارفور وكردفان، مرجّحةً استمرار الكارثة حتى يناير 2026 مع توسّع رقعة المناطق المهددة بالمجاعة إلى أكثر من 20 منطقة.

وأوضح فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن الأوضاع في الفاشر “كارثية بكل المقاييس”، مشيرًا إلى أن المدنيين عالقون داخل المدينة المحاصرة وسط انقطاع شبه كامل للاتصالات وقتلٍ ممنهجٍ للعاملين في مجال الإغاثة.

كما حذّر من تدهور الأوضاع في شمال وجنوب كردفان مع تسجيل موجات نزوح جديدة وإعدامات ميدانية في منطقة بارا.

وفي الوقت الذي يواصل فيه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية مطالبه بفتح ممرات آمنة لوصول الإغاثة، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أنها تتابع عن كثب التقارير الموثقة حول جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتُكبت في دارفور، متهمةً قوات الدعم السريع بارتكاب عمليات قتل جماعي واغتصاب ضمن نمط من العنف المنهجي المستمر منذ أبريل 2023.

وأكد مكتب المدعي العام أن التحقيقات جارية لجمع الأدلة والتواصل مع الضحايا والمنظمات الإنسانية تمهيدًا لإجراءات قضائية قد تطال قادة عسكريين متورطين في هذه الانتهاكات.

وبينما يعيش آلاف السودانيين على حافة المجاعة وتحت نيران الحرب، تبقى الفاشر عنوانًا لمعاناة لا تنتهي، تنتظر من العالم أكثر من بيانات القلق… تنتظر فعلًا يعيد الحياة إلى مدينة تختنق بالصمت والجوع والموت.