كشفت مسودة استراتيجية أعدتها الدائرة الأوروبية للعمل الخارجي أن الاتحاد الأوروبي يستعد للضغط على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لضمان عدم تقويض فرص إقامة دولة فلسطينية، جراء اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وحركة حماس، وتشير الوثيقة التي نشرتها مجلة بوليتيكو الأوروبية إلى أن الاتحاد يرى في الاتفاق المبرم بوساطة واشنطن فرصة لتعزيز دوره السياسي في المنطقة لكن بشروط تضمن استمرار السلطة الفلسطينية ودعم مؤسساتها،

قلق أوروبي من تقويض حل الدولتين

وتضمنت المسودة إشارات إلى تزايد اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطين مما دفع مسؤولي الاتحاد إلى التأكيد على أهمية دعم الرواية الإيجابية لحل الدولتين، ويدعو الاتحاد إلى تفعيل التواصل الدبلوماسي مع الولايات المتحدة للتأكد من أن تطبيق الاتفاق لن يؤثر سلبا على قدرة السلطة الفلسطينية على الاستمرار، كما شدد على ضرورة وضع قيود على الأنشطة الاستيطانية غير القانونية التي توسعها إسرائيل في الضفة الغربية،

تفاصيل الاتفاق الأمريكي الأوروبي وتأثيراته المحتملة

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتفاق هدنة بين إسرائيل وحماس يتضمن إطلاق سراح بقية الرهائن الإسرائيليين وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة تدريجيا، وتخشى بعض الدول الأوروبية من أن يؤسس هذا الاتفاق لتفاهمات تتجاهل الأسس السياسية التي يطالب بها الفلسطينيون وعلى رأسها إقامة الدولة المستقلة، وتدعو المسودة إلى تعزيز المساعدات الأوروبية الموجهة إلى غزة وعدم السماح بانهيار المؤسسات الفلسطينية تحت الضغط المالي والسياسي،

مقترحات ميدانية ومبادرات دعم طويلة الأمد

بحسب الوثيقة يخطط الاتحاد الأوروبي لإعادة نشر بعثته للمساعدة الحدودية في معبر رفح للمشاركة في مراقبة حركة الأفراد والبضائع كطرف ثالث ضمن ترتيبات ما بعد الهدنة، كما تشمل الخطة الأوروبية تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون قيود إضافية، وعلى المدى البعيد يعتزم الاتحاد المشاركة في عمليات إزالة الألغام في غزة ودعم مشروعات إعادة الإعمار وتحفيز الاستثمار وتسهيل التجارة مع الأراضي الفلسطينية، كما يقترح استخدام برامج تعليمية مثل إيراسموس لبناء الثقة بين المجتمعات الفلسطينية والإسرائيلية،

مخاوف أوروبية من تراجع الضغط على إسرائيل

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في وقت سابق أنها ستقترح فرض عقوبات على عدد من الوزراء الإسرائيليين وتقليص التعاون الاقتصادي مع تل أبيب بسبب تدهور الوضع الإنساني في غزة، إلا أن مصادر دبلوماسية في بروكسل أكدت أن هذه الخطط قد تتأخر أو يتم تعديلها بعد الاتفاق الأمريكي الأخير خاصة مع بروز تباين في المواقف داخل العواصم الأوروبية بشأن مدى فاعلية العقوبات في ظل التطورات الجيوسياسية الحالية.