4 أغسطس 2025 16:10
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

رصاصة فوق طبق العدس… غزة تتضور جوعًا والعالم يصمت

تحت لهيب شمس لا ترحم، ووسط طوابير بلا نهاية من الأطفال والنساء والمسنين، أصبح “طبق العدس” حلمًا في غزة الجائعة… حلمًا يتساقط معه الشهداء برصاص الاحتلال، وسط صمت عالمي يكاد يُطبق على الأرواح قبل الأنفاس.

في مشهد يُشبه يوم القيامة، وثّقت تقارير الأمم المتحدة تكدس عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين في طوابير طويلة لساعات مرهقة، فقط للحصول على “شوربة عدس” لا تسد رمقًا ولا ترد جوعًا.

المأساة تتضاعف حين يتسلل رصاص الاحتلال إلى هذا المشهد الإنساني، ليسقط مزيد من الشهداء وهم يحملون أوعية صغيرة مملوءة بالأمل السائل.

قال أحد كبار السن، بصوت مخنوق من شدة التعب والجوع:”أقف هنا منذ أربع ساعات. لا خبز، لا دقيق، لا ماء… نموت جوعًا. العدس هو كل ما نأكله، لكنه لا يكفي”.

رصاصة فوق طبق العدس... غزة تتضور جوعًا والعالم يصمت - 1 - سيناء الإخبارية
رصاصة فوق طبق العدس... غزة تتضور جوعًا والعالم يصمت - 3 - سيناء الإخبارية

في حين تروي أم تحمل رضيعها قصة الجوع والحسرة: “نأتي كل يوم تحت الشمس، أطفالنا يموتون جوعًا. وفي النهاية نعود بلا شيء… لا أحد يسمعنا، ولا أحد يهتم”.

زياد الغريز، نازح مسن من غزة، جلس على الأرض بعد حصوله على كوب من العدس بعد انتظار مرير.

قال لموقع الأمم المتحدة وهو يرتشفه ببطء: “منذ 10 أيام لم أتذوق الخبز. لا أملك مالًا لشراء الدقيق.

كل يوم نبحث عن القليل مما توزعه المطابخ المجتمعية… أهل غزة جائعون”.

ووفقًا لتقارير وكالة الأونروا، يعاني طفل من كل خمسة أطفال في غزة من سوء التغذية الحاد، بينما أكدت اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي أن قطاع غزة تجاوز عتبتين من أصل ثلاث تُعرّف المجاعة.

أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، وصف الوضع في غزة بأنه كارثة إنسانية “تفوق الوصف”، مؤكدًا أن الغذاء والماء والدواء يجب أن يتدفق إلى القطاع “بدون عوائق”.

وفي تحذير جديد من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة (أوتشا)، جاء: “نرى يوميًا سقوط ضحايا من الباحثين عن الطعام، فيما يواصل الآباء الكفاح المستميت لإنقاذ أطفالهم من الموت البطيء… كل دقيقة تمر تعني أن حياة جديدة تُنتزع بسبب الجوع”.

ما يجري في غزة الآن ليس فقط حصارًا، بل مجاعة مرئية.

مشهد إنساني لا يليق بالبشرية، وصرخة مفتوحة في وجه الضمير العالمي.