18 سبتمبر 2025 04:15
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

رصد شبكات المقاومة وعزل غزة.. أبعاد سياسة إسرائيل في قطع الاتصالات

منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، دأبت إسرائيل على اتباع سياسة ممنهجة بقطع شبكات الاتصالات والإنترنت بشكل كلي ومتكرر، في خطوة يصفها خبراء فلسطينيون بأنها أداة استخبارية ونفسية وإعلامية، تستهدف السيطرة على المشهد الميداني وإحكام العزلة على سكان القطاع.

هذا الانقطاع، الذي يمتد لساعات أو حتى أيام، يشل قطاعات حيوية مثل الإسعاف والدفاع المدني والمستشفيات، ويعيق وصول المساعدات الإنسانية، بينما يترك الفلسطينيين في حالة من الخوف والقلق المستمر على ذويهم.

وتسعى إسرائيل من خلال هذه السياسة إلى تحقيق عدة أهداف، أبرزها رصد وتتبع شبكات المقاومة ومحاولة اختراقها، إلى جانب دفع السكان إلى حالة نفسية مرهقة نتيجة فقدان الاتصال وسط القصف المستمر، فضلا عن حجب الصورة والكلمة ومنع نقل مشاهد الإبادة إلى العالم الخارجي.

غير أن إسرائيل، وبعد فترات الانقطاع، تسمح بعودة الاتصالات لتحقيق غايات أخرى، مثل التواصل مع شبكات عملائها على الأرض، وجمع المعلومات عبر التجسس على المكالمات، ودعم عملياتها الميدانية بالتنسيق مع المؤسسات الدولية.

ويؤكد مراقبون أن تل أبيب توظف ذلك أيضا في حربها الدعائية، عبر إظهار نفسها كجهة حريصة على “الإنسانية”، فيما تستخدم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتعزيز قدراتها التجسسية.

ورغم إدانات المنظمات الحقوقية والأممية التي وصفت هذه الممارسات بأنها “خطيرة وغير أخلاقية”، فإن إسرائيل تواصل استهداف البنية التحتية للاتصالات في غزة، مما ينذر بعواقب إنسانية كارثية ويعمّق من عزلة المدنيين عن العالم.

وبينما تتسع رقعة الحرب ويزداد عدد الضحايا، يرى حقوقيون أن قطع الاتصالات لم يعد مجرد وسيلة تقنية، بل أداة معتمدة ضمن مسار الإبادة الجماعية الجارية بحق الفلسطينيين.