زلزال في اليمن والخليج.. تصدع التحالف العربي يفتح أبواب مواجهة سعودية – إماراتية

دخلت الأزمة اليمنية مرحلة شديدة الخطورة بعد سلسلة أحداث متلاحقة هزّت أركان ما كان يُعرف بـ«التحالف العربي»، لتتحول الشراكة السعودية – الإماراتية إلى صراع نفوذ مفتوح يهدد بتغيير خريطة اليمن والخليج بالكامل.
زلزال في اليمن والخليج
خلال ساعات قليلة، تصاعدت الوقائع من خلافات مكتومة إلى قرارات عسكرية وسياسية صادمة، أعادت رسم المشهد الإقليمي، وفتحت الباب أمام سيناريوهات صدام لم تكن مطروحة علنًا من قبل.
ضربة المكلا.. رسالة نارية من الرياض
البداية جاءت من الجو، حيث شنّ الطيران السعودي غارات دقيقة استهدفت سفينتين تحملان شحنات عسكرية ومركبات قتالية كانت في طريقها من ميناء الفجيرة الإماراتي إلى ميناء المكلا اليمني.
مصادر مطلعة أكدت أن أطقم السفينتين عطلت أجهزة التتبع، ما اعتبرته الرياض محاولة تهريب تمثل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
الرسالة السعودية بدت واضحة وحاسمة: لا سلاح ولا تحركات عسكرية في اليمن خارج السيطرة الكاملة للمملكة، سواء عبر الموانئ أو الأجواء.
قرارات العليمي.. ساعة الصفر
التصعيد العسكري تزامن مع قرارات سياسية وُصفت بالأعنف منذ اندلاع الأزمة اليمنية.
رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، أصدر حزمة قرارات مفصلية، شملت:
إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع دولة الإمارات.
منح القوات الإماراتية مهلة 24 ساعة لمغادرة الأراضي اليمنية.
فرض حالة طوارئ مشددة لمنع أي تحركات للمجلس الانتقالي الجنوبي.
هذه القرارات وضعت الجميع أمام واقع جديد، عنوانه انهيار التفاهمات القديمة وبداية مرحلة مواجهة مفتوحة.
حضرموت والمهرة.. جوهر الصراع الحقيقي
مصادر سعودية كشفت أن جذور الخلاف أعمق من شحنة سلاح أو قرار سياسي، مؤكدة أن الصراع يتمحور حول محاولات إماراتية، عبر المجلس الانتقالي الجنوبي، لبسط النفوذ على محافظتي حضرموت والمهرة.
وتُعد المحافظتان خطًا أحمر بالنسبة للرياض، لأسباب استراتيجية بالغة الحساسية، أبرزها:
الحدود المباشرة مع المملكة.
الموقع الحيوي كممر محتمل لخطوط أنابيب نفط نحو بحر العرب، بعيدًا عن مضيق هرمز.
انهيار مشروع الانفصال
في خضم هذا التصعيد، تلقى المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة عيدروس الزبيدي، ضربة موجعة.
فقدان الغطاء العسكري والمالي الإماراتي، مقابل إعلان سعودي صريح بدعم الحكومة الشرعية ورفض أي مشروع انفصالي، وضع فكرة «الجنوب العربي» أمام مأزق وجودي حقيقي.
المشهد يوحي بأن صفحة الانفصال، التي راهنت عليها قوى إقليمية، تقترب من نهايتها.
أبوظبي ترد.. ونهاية غرفة العمليات المشتركة
من جانبها، نفت الإمارات توجيه الشحنات العسكرية لصالح المجلس الانتقالي، مؤكدة أنها تخص قواتها، ووصفت الرواية السعودية بـ«المغالطات الجوهرية».
لكن غياب التنسيق والتشاور بين الطرفين كشف عمليًا عن انهيار غرفة العمليات المشتركة التي كانت تمثل عمود التحالف الفقري.
تحالف يتلاشى وفرصة للحوثيين
في أقل من 24 ساعة، تلاشت صورة «التحالف العربي» لتحل محلها مشاريع متصارعة ومصالح متناقضة.
الرياض أعلنت بوضوح أن اليمن لن يُدار إلا من بوابتها، بينما تجد جماعة الحوثي نفسها أمام فرصة ذهبية لاستغلال الانقسام بين خصومها.
المشهد الجديد يرسم خريطة مغايرة تمامًا: ” يمن تحت المظلة السعودية، نهاية الشراكة مع أبوظبي، وبداية مرحلة إقليمية شديدة التعقيد عنوانها الصراع لا التحالف ” .


تعليقات 0