سلالة K من إنفلونزا A تجتاح أوروبا مبكرًا.. تحذيرات صحية وعيد الميلاد تحت التهديد

تعيش أوروبا حالة من القلق الصحي المتصاعد مع الانتشار المبكر والعنيف لسلالة K من إنفلونزا A، في مشهد يثير المخاوف من تحول موسم أعياد الميلاد إلى بؤرة عدوى جماعية، وسط ضغط متزايد على المستشفيات والهيئات الصحية.

وأوضحت تقارير منظمة الصحة العالمية أن موسم الإنفلونزا 2025-2026 بدأ قبل موعده الطبيعي بنحو أربعة أسابيع، ما أربك خطط الاستعداد في العديد من الدول، خصوصًا تلك التي تعاني نقص الكوادر الطبية وضغط المستشفيات خلال فصل الشتاء. سلالة K، المنتمية إلى فيروس A(H3N2)، تُعد الأكثر انتشارًا في العينات المخبرية المسجلة حتى الآن.

الوضع حسب الدول:

إسبانيا: تجاوزت معدلات الإصابة كل التوقعات، مع ضغط متزايد على الرعاية الأولية وأقسام الطوارئ، وحذر الأطباء من أسابيع صعبة قبل العطلات.

المملكة المتحدة: وصف NHS الوضع بأنه مقدمة لأزمة شتوية غير مسبوقة، مع ارتفاع دخول المستشفيات بسبب الإنفلونزا، خاصة بين الأطفال والشباب.

فرنسا: دخلت 12 من أصل 13 منطقة المرحلة الوبائية، مع تسجيل نسب إصابة مرتفعة في المدارس ودور الحضانة، والأطفال هم الأكثر تأثرًا.

جنوب أوروبا: تشهد كل من إيطاليا والبرتغال موجة مبكرة لكنها في تصاعد مستمر، وسط تحذيرات الخبراء من تفاقم العدوى بعد موسم السفر والعطلات.

الكمامات تعود إلى الواجهة:

مع تسارع انتشار سلالة K، عاد الجدل حول ارتداء الكمامات في أوروبا، ولو بشكل جزئي:

في إسبانيا: أوصت السلطات بارتداء الكمامات في المستشفيات ودور رعاية المسنين، مع إمكانية فرض الإلزام محليًا إذا ساءت المؤشرات.

في فرنسا: لا يوجد إلزام حتى الآن، لكن توصيات قوية للفئات الهشة والعاملين في القطاع الصحي.

في إيطاليا والبرتغال: الكمامات موصى بها في المرافق الطبية، مع إمكانية تشديد الإجراءات محليًا بعد عطلة نهاية العام.

في المملكة المتحدة: لا توجد خطط فورية للإلزام، لكن يُوصى باستخدام الكمامات في الأماكن المغلقة والمزدحمة، خاصة لمن يعانون أعراضًا تنفسية.

تجنب الحكومات الأوروبية العودة السريعة إلى الإلزام الشامل، لكنها تترك الباب مفتوحًا لتطبيق الكمامات محليًا إذا تحولت سلالة K إلى أزمة صحية أوسع، ما يجعلها أحد الخيارات المطروحة بقوة على طاولة صناع القرار خلال الأسابيع المقبلة.