سوريا بعد عام من سقوط الأسد..نحو نهضة وطنية شاملة وبناء المستقبل الجديد

بعد عام كامل على سقوط حكم البعث وفتح صفحة جديدة في تاريخ سوريا، تشهد البلاد تحولات ثقافية وفنية وإعلامية غير مسبوقة، حيث تسعى المؤسسات إلى إعادة هيكلة القطاعات الإبداعية والتخلص من أنماط الماضي البالية، لتصبح الثقافة والفن جزءًا فعالًا من عملية النهوض الوطني وإعادة بناء الهوية السورية.
الإعلام السوري يعيد وضعه وانتشاره
شهد الإعلام السوري تحولات جذرية في دمشق، حيث أعيد إطلاق قناة “الأخبارية” بعد توقف دام أشهر، فيما عادت صحيفة “الثورة” للإصدار الورقي تحت اسم “الثورة السورية” بعد توقف منذ جائحة كورونا.
كما تحولت صحيفة “تشرين” إلى صحيفة “الحرية”، بينما يخطط وزير الإعلام السوري حمزة مصطفى لإطلاق منصة اقتصادية متخصصة قريبًا.
وفي الوقت نفسه، تم إعادة هيكلة العديد من المؤسسات الإعلامية مثل وكالة “سانا”، ما يعكس رغبة الحكومة في تمكين الإعلام من لعب دور محوري في المجتمع الجديد.
الدراما السورية تستعيد روحها الإبداعية
شهدت الساحة الفنية إعادة إحياء الأنشطة الدرامية بعد تغييرات شاملة في “نقابة الفنانين”، ولجنة صناعة السينما، واتحاد الكتاب والفنانين التشكيليين.
تم تعيين الفنان مازن الناطور نقيبًا للفنانين وفتح باب الانتساب للفنانين الجدد، إلى جانب إعادة تصوير ثمانية أعمال درامية مهمة مثل “البطل” و”نسمات أيلول” و”ما اختلفنا”.
ويشير الناقد منصور الديب إلى أن موسم رمضان 2026 سيتنوع بين الأعمال الاجتماعية والتاريخية والكوميدية، مع أبرز الأعمال المنتظرة:”القيصر” و”الخروج إلى البئر” و”ثلاثيات لازمان.. لامكان”، بالإضافة إلى مسلسلات تاريخية واجتماعية أخرى وأعمال وثائقية تعكس روح التغيير والنهوض في البلاد.
المسرح السوري: ولادة متجددة رغم الصعاب
رغم التحديات، يظهر المسرح السوري تصميمًا على النهوض مجددًا، إذ أقيمت الدورة الخامسة من مهرجان محمد الماغوط المسرحي في سلمية، بمشاركة عروض من دمشق وحلب واللاذقية، بالتوازي مع مهرجان حلب المسرحي.
واستمر المسرح القومي بدمشق في تقديم عروضه مثل “آخر ليلة أول يوم”، وقدم مسارح دمشق عروضًا شبابية ومحلية، فيما واظبت دار الأوبرا السورية على عروض احتفالية كـ “وردة إشبيلية”.
يؤكد النقاد أن المسرح السوري اليوم ينشد المستقبل ولا يستكين للماضي، ليظل منارة للفن العربي الحديث.
السينما السورية: صادقو الرسالة وتوثيق الثورة
السينما السورية تعيش مرحلة إعادة بناء بعد سنوات من إنتاجات قدمت واقعًا إعلاميًا زائفًا، ما أدى إلى مقاطعة الجمهور لها.
اليوم، يركز صناع السينما على توثيق الثورة والعودة إلى المحتوى الصادق، بما يعكس تجارب الشعب السوري ويعيد السينما إلى مكانتها على المستوى الوطني والدولي، مع أعمال وثائقية وأفلام قصيرة تسلط الضوء على قضايا حيوية ومعاصرة.
مع مرور عام على التغيير الكبير، يبدو أن سوريا تخطو بخطوات ثابتة نحو نهضة شاملة في الإعلام والفن والمسرح والسينما، لتعيد بناء هويتها الوطنية وتستعيد دورها الإبداعي على المستوى الإقليمي والدولي.


تعليقات 0