8 ديسمبر 2025 01:49
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

صفقة الظلال: تحالف أمريكي–روسي سري يعيد تشكيل العالم

وأوكرانيا وأوروبا تدفعان الثمن

في تطور جيوسياسي ينذر بإعادة رسم خريطة النفوذ العالمي، تكشف كواليس الأزمة الأوكرانية عن صفقة كبرى غير معلنة بين الولايات المتحدة وروسيا، صفقة تبدو كفيلة بإنهاء الحرب الدامية… لكن على حساب أوكرانيا وأوروبا معًا.

التقرير، المستند إلى قراءات كبار المفكرين مثل ناعوم تشومسكي وهنري كيسنجر، يضع سيناريو جديدًا يرى أن الحل الأكثر واقعية يكمن في “حياد أوكرانيا” بعيدًا عن حضن الناتو والاتحاد الأوروبي.

صفقة المصالح الكبرى: احتواء الصين مقابل مساحة من أوكرانيا

وبحسب مصادر سياسية ودبلوماسية، نجح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الوصول إلى تفاهمات استراتيجية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هدفها الأساسي ليس أوكرانيا فحسب، بل احتواء الصعود الصيني الذي يشكل الخطر الأكبر على النفوذ الأمريكي عالميًا.

هذه التفاهمات تتضمن بنودًا تتجاوز ساحة الحرب:

تحجيم الصين في إفريقيا: اتفاق مشترك بأن تكون موسكو شريكة لواشنطن في تقليص الحضور الاقتصادي والسياسي لبكين في القارة السمراء.

التنازل الإقليمي: تتطلب الخطة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبول التنازل رسميًا عن أجزاء من أراضي بلاده لصالح روسيا، بما يمنح بوتين مكسبًا داخليًا يظهره كمنتصر رغم سنوات الحرب.

ويُشير محللون إلى أن واشنطن بعد أربع سنوات من الصراع، نجحت في إضعاف روسيا بما يكفي لإجبارها على العودة إلى المنطقة الرمادية بين واشنطن وبكين، ولكن مقابل “جائزة” تُرضي الكرملين.

زيلينسكي.. قائد في الواجهة وورقة في الخلفية

واحدة من أكثر النقاط صدمة في التقرير هي الكشف عن أن واشنطن تعاملت مع الرئيس الأوكراني كـ”ورقة تفاوضية”، لا كحليف استراتيجي.

فالمفاوضات المصيرية التي ترسم مستقبل بلاده تُدار اليوم بين واشنطن وموسكو دون حضوره، وربما دون علمه الكامل بتفاصيلها.

كل الخسائر والمآسي التي قدمها الشعب الأوكراني خلال سنوات الحرب الطويلة، يبدو أنها تُختتم الآن على طاولة لا مكان لهم فيها.

أوروبا في المشهد: انكشاف استراتيجي وغياب عن القرار

المفاجأة الأكثر قسوة كانت في تجاهل أوروبا — الأكثر تضررًا من هذه الحرب — خلال صياغة ملامح الصفقة.

فبعد أن شجعت واشنطن العواصم الأوروبية على الانخراط بقوة في الصراع، تجد القارة العجوز نفسها اليوم متجاوزة بالكامل.

وفي القمة الأوروبية الأخيرة في بروكسل، لم تعبر دول الاتحاد إلا عن “انزعاج وخيبة”، في مشهد يجسد هشاشة النظام الأوروبي أمام التقلبات الأمريكية–الروسية.

ويقول محللون إن أوروبا اكتشفت مجددًا أنها ليست شريكًا، بل منطقة نفوذ تتغير قيمتها بتغير مصالح القوى الكبرى.

البوصلة نحو المستقبل: مواجهة الصين أولًا

الهدف الأكثر بروزًا في هذه الصفقة الخفية يظل واحدًا: الحد من النفوذ الصيني.

وبموجب التفاهم الجديد، تصبح روسيا شريكًا لواشنطن في المعركة الجيوسياسية الأوسع، مقابل اعتراف أمريكي بدور متقدم لموسكو يعيد إليها جزءًا من مجدها الإمبراطوري.

التحليلات الاستراتيجية تؤكد أن ما يحدث اليوم يعيد إنتاج قواعد جديدة للعبة الدولية:

قواعد يُضحّي فيها الكبار بالصغار، وتُعاد فيها صياغة الخرائط بمعزل عن من يعيشون عليها، بينما تقف أوروبا وزيلينسكي كمثال حي على حكومات تم استدراجها لتحقيق أجندات الآخرين… ثم تُترك لمصيرها عند أول انعطافة.