11 أكتوبر 2025 03:53
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

«عودة التاريخ وتوديع الفوضى».. التفاصيل الكاملة لخطة إنقاذ ميدان رمسيس

خطة إنقاذ ميدان رمسيس تأخرت كثيرًا حتى بلغت الفوضي والعشوائية في هذا الميدان العريق الذي يمثل قلب القاهرة التاريخية النابض بالعراقة والأصالة؛ إلا أنه قد طالته يد الإهمال على مدى عقود خلت..

من جانبه أعلن الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة تفاصيل مشروع تطوير ميدان رمسيس أحد أهم الميادين التاريخية في قلب العاصمة، مشددًا على أن التطوير يهدف إلى استعادة الرونق الحضاري للميدان والحفاظ على الهوية التراثية للمباني المحيطة به. وأوضح أن هناك تعليمات مباشرة من القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإنهاء مظاهر العشوائية والتشوه البصري التي تراكمت على مدى سنوات طويلة، من خلال تنفيذ مشروع متكامل يتضمن تنظيم الحركة المرورية، ونقل الباعة الجائلين، وتحويل الميدان إلى مساحة حضارية تليق بمكانته.

الميدان في قلب القاهرة التاريخية
أشار محافظ القاهرة إلى أن ميدان رمسيس يمثل بداية القاهرة التاريخية من جهة ميدان أحمد حلمي، ويضم عددًا من المباني والمناطق ذات الطراز المعماري المتميز، من بينها كوبري الليمون الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1880، لافتًا إلى أن هذه المنطقة تأثرت بشكل كبير بالتوسع العمراني والتكدس المروري الذي فرضه موقع محطة السكك الحديدية المركزية، ما تسبب في ازدحام خانق وتشوه بصري امتد إلى محيط الميدان بأكمله.

العشوائيات والفوضى في قلب العاصمة
أكد صابر أن التكدس السكاني وتزايد الحركة في الميدان بفعل تواجد محطة القطارات الرئيسية، صاحبه انتشار واسع للباعة الجائلين ومواقف السيارات العشوائية، وهو ما أفرز حالة من الفوضى العارمة التي أضرت بالوجه الحضاري للمنطقة. وأضاف أن المظهر العام لميدان رمسيس بات لا يعكس تاريخه أو قيمته المعمارية والثقافية، ما دفع الدولة إلى اتخاذ قرار بإعادة هيكلة المنطقة بشكل جذري يشمل جميع عناصر الخلل.

خطوات التطوير ومحاور التنفيذ
أوضح محافظ القاهرة أن خطة التطوير ستُنفذ على أربع مراحل متتالية، تبدأ بنقل مواقف سيارات الأجرة العشوائية من قلب الميدان إلى موقف حضاري يتم إنشاؤه بإشراف الشركة الوطنية للطرق، ويلي ذلك نقل الباعة الجائلين إلى مواقع بديلة داخل نفس الموقف الحضاري لضمان عدم عودتهم إلى الشوارع مرة أخرى. وتشمل المرحلة الثالثة إجراء تطوير شامل للميدان التاريخي بهدف إزالة التشوهات البصرية والتعديات التي شوهت ملامحه على مدى السنوات الماضية. أما المرحلة الرابعة فتتضمن إعادة إحياء كوبري الليمون من خلال ترميمه وإعادة صيانته بعد أن تم نقل 130 بائعًا متجولًا من فوقه.

التنسيق المؤسسي وإعادة التخطيط
أشار المحافظ إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تنسيقًا مكثفًا بين محافظة القاهرة والشركة الوطنية للطرق والجهات المعنية الأخرى، لتنفيذ رؤية شاملة تضمن تحويل ميدان رمسيس إلى مساحة حضارية تعكس تاريخ العاصمة وتعزز من قيمته التاريخية والعمرانية. وأكد أن الدولة لن تسمح بعودة الفوضى أو الممارسات العشوائية التي طالما شوهت صورة الميدان، وأن هناك تصميمًا على إعادة تخطيط المنطقة بما يتماشى مع معايير الجمال والوظيفة والهوية الثقافية.