31 يوليو 2025 17:57
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

غزة.. أطفال يموتون بصمت بين خيام النزوح وجحيم المجاعة

في خيمة بالكاد تتسع لأربعة أشخاص بمواصي خان يونس، تكافح الطفلة شام قديح (عامان) للبقاء على قيد الحياة. وزنها لا يتجاوز 4.5 كيلوغرامات، وعظام قفصها الصدري بارزة بشكل مخيف، بينما تحاول أمها إسكات جوعها بالماء فقط، بعد أن عجزت عن توفير الحليب أو الطعام الصحي. هذه القصة ليست استثناءً، بل جزء من مأساة يومية يعيشها آلاف الأطفال في غزة الذين يموتون جراء سوء التغذية وسط صمت عالمي مطبق.

الأرقام الرسمية تكشف كارثة إنسانية

الأرقام الرسمية تكشف كارثة إنسانية غير مسبوقة: 154 حالة وفاة بسبب سوء التغذية منذ بداية الحرب، 90% منها وقعت خلال يوليو الجاري فقط. أما عدد المصابين بسوء التغذية الحاد فقد تجاوز 28 ألفاً، بينهم 260 ألف طفل دون الخامسة معرضون لخطر الموت جوعاً. الطفلة ولاء جودة (6 أعوام) نموذج آخر لهذه المأساة، حيث فقدت شعرها وأسنانها، ولم تعد قادرة حتى على الوقوف بسبب الهزال الشديد.

المستشفيات عاجزة والأمهات في مواجهة الموت

تقف المستشفيات عاجزة أمام هذه الكارثة. الدكتور أحمد الفرا من مجمع ناصر الطبي يؤكد أن نقص المغذيات الأساسية جعل حالات سوء التغذية “قنبلة موقوتة”. المنظمات الدولية تحذر بدورها، حيث كشفت “الأونروا” عن تضاعف حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال ثلاث مرات منذ مارس الماضي، بينما أعلن برنامج الأغذية العالمي أن أجزاء من غزة تجاوزت مراحل المجاعة بالفعل.

المأساة تتفاقم مع استمرار الحصار الإسرائيلي الذي يحول دون وصول المساعدات الكافية. الأمهات مثل إسلام قديح (أم شام) يوجهن نداءات استغاثة يائسة: “نفسي بنتي تقف وتلعب مثل باقي الأطفال”، بينما يحمل الآباء جثث أطفالهم الذين رحلوا بسبب الجوع في مشاهد تكاد تكون يومية عند معابر المساعدات.