3 أغسطس 2025 19:01
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

غزة بين الموت والجوع.. معاناة لا تنتهي في ظل حرب مستمرة

بعد 22 شهراً من الحرب المستعرة، تحولت غزة إلى ساحة معركة يومية للبقاء على قيد الحياة. السكان المحاصرون يخاطرون بحياتهم في سباق محموم للحصول على أبسط مقومات الحياة من طعام وماء. المشاهد المؤلمة تتكرر يومياً عند نقاط توزيع المساعدات، حيث يتدافع الجياع على شاحنات الإغاثة تحت تهديد الرصاص، بينما تقف العصابات المسلحة في الانتظار لنهب ما تبقى من هذه المساعدات الشحيحة.

مشاهد تقشعر لها الأبدان


في حي الزوايدة بوسط غزة، تحولت عملية توزيع المساعدات إلى مأساة إنسانية حقيقية. عشرات العائلات تتسابق على أكياس الدقيق والأرز التي تسقط من الطائرات، يتدافعون تحت سحابة من الغبار والأتربة. محمد أبو طه، أب لخمسة أطفال، يروي كيف تحول انتظار المساعدات إلى رحلة موت: “الجميع هنا جائع، الكل يريد أن يعيش، نضطر لنهار كامل في الشمس الحارقة لمجرد الحصول على كيس طحين”.

ضحايا بأرقام مفزعة


الأمم المتحدة تكشف عن أرقام صادمة: 1400 شهيد سقطوا خلال الشهور الثلاثة الماضية أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية. الغالبية العظمى قضوا برصاص الجيش الإسرائيلي الذي يدعي أنه يطلق “طلقات تحذيرية” فقط. المشافي المكتظة بالجرحى تروي قصصاً أخرى عن إصابات مباشرة في الرأس والصدر.

عقبات متعمدة أمام الإغاثة


العاملون في المجال الإنساني يعددون العقبات التي تواجههم: تأخير متعمد في منح التصاريح، تعقيد الإجراءات الجمركية، تقليص نقاط الدخول إلى واحدة أو اثنتين فقط، وإجبار القوافل على سلوك طرق خطرة تمر بمناطق قتال نشطة. مسؤول أممي يفضّل عدم الكشف عن هويته يقول: “كل يوم نضطر لاختيار بين إرسال المساعدات عبر طريق الموت أو عدم إرسالها إطلاقاً”.

سوق سوداء للمساعدات


تحولت المساعدات الإنسانية إلى سلعة ثمينة في السوق السوداء. كيس الدقيق الذي يزن 25 كيلوغراماً يباع بأكثر من 400 دولار، وهو ما يعادل راتب موظف لمدة أربعة أشهر في القطاع. جان-غي فاتو من “أطباء بلا حدود” يصف الوضع بأنه “أبشع أشكال الرأسمالية المتوحشة، حيث يموت الفقراء جوعاً بينما يثرى السماسرة على حساب حياتهم”.

صراع القوى على الأرض


في ظل غياب أي سلطة حقيقية، تتنازع عدة قوى على السيطرة على توزيع المساعدات. إسرائيل تتهم حماس بالسيطرة على المعونات، بينما تقارير مستقلة تشير إلى تورط عصابات محلية مدعومة إسرائيلياً في عمليات النهب المنظمة. الباحث محمد شحادة يوضح: “لم تعد حماس قادرة على السيطرة كما في السابق، لكن إسرائيل تسمح لعصابات أخرى بملء الفراغ وتتحكم بها من بعيد”.

نداءات استغاثة


المجتمع الدولي يبدو عاجزاً عن إيجاد حل جذري للأزمة. المنظمات الإنسانية تطالب بفتح معابر جديدة، تأمين طرق التوزيع، وزيادة الضغط على إسرائيل لرفع الحصار. لكن على الأرض، الواقع يزداد قتامة كل يوم، حيث يضطر الأطفال إلى النوم على أصوات القصف والمعدات الفارغة من الطعام.