29 سبتمبر 2025 14:07
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

فيضانات السودان تثير ذعرا واسعا بسبب تصريف سد النهضة وتحذيرات من كارثة وشيكة

شهدت منصات التواصل الاجتماعي ومؤشر البحث العالمي “جوجل” حالة من التفاعل الواسع مع فيضانات السودان، التي تصدرت التريند في مصر خلال الساعات الماضية، بعد تداول مقاطع فيديو وصور وصفت بأنها “مرعبة”، أظهرت حجم الكارثة التي طالت منازل السودانيين وأغرقت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، مما ينذر بأزمة غير مسبوقة تهدد استقرار البلاد.

وأعلنت وزارة الري السودانية حالة الإنذار الأحمر، مؤكدة أن الفيضان الحالي جاء في توقيت غير معتاد نتيجة تصريف كميات ضخمة من المياه من سد النهضة الإثيوبي مع تزايد الأمطار الغزيرة. هذا الوضع أدى إلى ارتفاع خطير في منسوب النيل الأزرق، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة خلال الأسابيع المقبلة، لا سيما مع ذروة موسم الخريف في أكتوبر.

وعبر نشطاء سودانيون ومصريون عن مخاوفهم من غياب التنسيق بين إثيوبيا ودولتي المصب، معتبرين أن هذه الفيضانات دليل على خطورة إدارة سد النهضة بشكل فردي وارتجالي دون التشاور مع الخرطوم والقاهرة. فيما وصف مدونون ما يحدث بأنه كارثة غير مسبوقة منذ خمسين عامًا، بعدما غمرت المياه مناطق واسعة وهددت حياة ملايين السكان.

وأكد الكاتب عبد الحميد أحمد حمدي أن “المياه وصلت إلى مستويات خطيرة في النيلين الأزرق والأبيض، والسودان أعلن حالة الإنذار الأحمر، وهو ما يعني أن الخرطوم أمام تحدٍ استثنائي”، مشيرًا إلى أن جزءًا من هذه المياه قد يصل إلى مصر ويؤدي إلى ارتفاع مخزون السد العالي، لكن أغلبها يتبخر أو يظل داخل الأراضي السودانية.

وفي السياق ذاته، حذر المدون عمر البسطاوي من أن السودان مقبل على كارثة مائية بعد فتح إثيوبيا بوابات تصريف السد بشكل مفاجئ، مما تسبب في غرق مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية وتهديد مباشر للولايات المطلة على النيل.

بينما شددت المدونة فيردا نائل على أن “إثيوبيا مضطرة إلى تفريغ المياه من السد بسبب الأمطار الغزيرة، ما يثير مخاوف كثيرة من غرق السودان وتأثير هذه الكميات على مصر أيضًا”.

ويرى مراقبون أن خطورة الموقف لا تكمن فقط في حجم الفيضان الحالي، وإنما في غياب الشفافية والتنسيق المسبق بين الدول الثلاث، الأمر الذي قد يجعل مثل هذه الكوارث متكررة في السنوات القادمة، ويهدد الأمن المائي والغذائي لملايين المواطنين في السودان ومصر على حد سواء.

كما طالب خبراء بضرورة تفعيل آليات دولية وإقليمية لمراقبة تشغيل السد، حتى لا تبقى حياة الشعوب رهينة قرارات أحادية من الجانب الإثيوبي.