31 يوليو 2025 12:00
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

في قلب تل أبيب… دعوات مشبوهة تحاول وصم مصر بـ”الحصار”

في وقت تنزف فيه غزة

من قلب تل أبيب، دعوات مشبوهة تحاول وصم مصر بـ”الحصار”، وذلك في مشهد لا يخلو من العبثية السياسية والسقوط الأخلاقي، أثارت دعوة أطلقها ما يُعرف بـ”اتحاد أئمة المساجد في الداخل الفلسطيني”، بقيادة الشيخ نضال أبو شيخة، لتنظيم مظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب، موجة عارمة من السخرية والاستنكار والغضب الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر وعدة دول عربية، وُصفت الدعوة بأنها “طعنة في ظهر القضية الفلسطينية” و”غسيل سياسي” لممارسات الاحتلال.

الدعوة التي تقدم بها أبو شيخة رسمياً لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، جاءت محمّلة باتهامات زائفة ومضللة ضد الدولة المصرية، متهمة القاهرة بـ”المساهمة في حصار غزة”، رغم الجهود المستمرة التي تبذلها مصر منذ بداية الحرب، لإدخال المساعدات الإنسانية ووقف التصعيد العسكري.

المفارقة الصادمة، والتي دفعت النشطاء إلى التساؤل عن هوية ومصداقية الداعين، أن المظاهرة تُنظَّم في عاصمة الدولة المعتدية، التي تفرض الحصار وتشن العدوان، بينما تُوجَّه الاتهامات إلى مصر، التي لم تتوقف لحظة عن الوساطة ونقل المساعدات.

نتنياهو مرشدًا للإخوان؟

وسخر آلاف المستخدمين المصريين على مواقع التواصل من التناقض الفج، ورفع بعضهم شعار:”نتنياهو مرشد أعلى للإخوان”، في إشارة إلى التعاون غير المعلن بين جماعة الإخوان وتنظيمات تابعة للاحتلال، من أجل ضرب الدور المصري الإقليمي وتشويه سمعته.

حتى أطياف من المعارضة المصرية استنكرت الدعوة، واعتبرتها تعدياً على الثوابت الوطنية وعبثًا يهدف لتزييف الوعي السياسي العربي.

كيان وهمي بواجهة دينية

الاتحاد المزعوم “لأئمة المساجد”، الذي لم يُعرف له وجود فعلي على الأرض الفلسطينية، لم يظهر في أي سياق ديني أو شعبي حقيقي.

ويرى مراقبون أن هذا الكيان ليس سوى واجهة إعلامية مخترقة، توظف الدين وتستغل عاطفة الشارع الفلسطيني لتصفية حسابات سياسية مع مصر.

ولم يعرف عن الشيخ نضال أبو شيخة، الذي يقف خلف هذه الدعوة، أي نشاط حقيقي داخل الأرض المحتلة منذ سنوات، بل يُعرف بانتمائه الفكري والتنظيمي لجماعة الإخوان، وبتنظيمه فعاليات إحياء لذكرى الرئيس المعزول محمد مرسي، ومشاركته بجانب شخصيات إخوانية بارزة مثل المحامي خالد زبارقة والداعية مشهور فواز.

خيانة تحت غطاء “النصرة”

في قلب تل أبيب... دعوات مشبوهة تحاول وصم مصر بـ"الحصار" - 1 - سيناء الإخبارية

تزامن توقيت هذه الدعوة مع النجاحات المصرية في إيصال المساعدات إلى غزة، ما يثير تساؤلات حول دوافعها الحقيقية.

كما كشف النشطاء أنّ الجانب الفلسطيني من معبر رفح يخضع لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، وليس لمصر، ما يُسقِط الاتهامات الواهية بخصوص إغلاقه.

وفي ظل هذا المشهد، رأى المراقبون أن الجماعة تسعى لتحويل الأنظار عن جرائم الاحتلال، بتوجيه سهامها نحو مصر، الدولة التي تتحمل عبء الوساطة وعبور المساعدات والمصابين، وسط حصار إسرائيلي خانق.

ردّ مصري حاسم

وزارة الخارجية المصرية وصفت هذه الاتهامات بـ”المغرضة” و”الخبيثة”، مؤكدة أنها تصدر من “تنظيمات تخريبية” تهدف لتقويض دور مصر الريادي في دعم القضية الفلسطينية.

كما جدّد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في تصريحاته الأخيرة، التأكيد على أن القاهرة ملتزمة بثلاثة أهداف واضحة منذ اندلاع الحرب:”إيقاف الحرب، إدخال المساعدات، الإفراج عن الرهائن” .

وفي ضوء هذه الحقائق، تحولت الدعوة الإخوانية إلى فضيحة مدوية، تكشف عن حجم التورط والانفصال عن الواقع، ومحاولة مفضوحة لتشويه الموقف المصري الذي يواصل دعم الفلسطينيين بلا مقابل.