قائمة اغتيالات تهز إسرائيل.. موقع مجهول يعلن حربًا على الأكاديميين ويعرض مكافآت مالية للقتل

في تطور يصفه خبراء الأمن في إسرائيل بأنه الأخطر منذ سنوات، تفجّرت أزمة غير مسبوقة داخل الأوساط الأكاديمية والأمنية، بعد ظهور موقع إلكتروني مجهول نشر قائمة اغتيالات مفصلة تضم أسماء كبار العلماء والباحثين الإسرائيليين، مع عروض مالية مغرية لمن ينفذ عمليات اعتداء أو قتل ضدهم.
الحدث أثار حالة من الذعر، وفتح باب التساؤلات حول الجهة التي تقف وراء هذا التحريض العنيف، وسط مؤشرات تربط الموقع بجهات خارجية وأصابع اتهام تتجه نحو إيران.
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن قيام موقع مجهول يدعى “حركة العقاب من أجل العدالة” بنشر تهديدات مباشرة وصريحة تستهدف أكاديميين إسرائيليين رفيعي المستوى، متهمًا إياهم بالمشاركة في تطوير أسلحة الدمار الشامل للجيش الإسرائيلي و”قتل الأطفال الفلسطينيين”.
الموقع، الذي يُرجح أنه يُدار من الولايات المتحدة أو دولة غربية، نشر قائمة غير مسبوقة في تفاصيلها، تضم صورًا كاملة، وعناوين منازل، وأرقام هويات، وأرقام هواتف، بل ووثائق سفر لعدد من العلماء، ما أثار ذعرًا واسعًا داخل إسرائيل، واعتُبر تهديدًا حقيقيًا يتجاوز حدود التحريض التقليدي.
وتضمن الموقع بابًا بعنوان “أهداف خاصة” شمل أكثر من 40 شخصية بارزة من الأكاديميين الإسرائيليين، بينهم البروفيسور داني حاييموفيتش رئيس جامعة بن غوريون، والبروفيسور إليعازر رابينوفيتش، أحد أشهر الفيزيائيين النوويين الإسرائيليين، والفيزيائية شيكما بريسلر.
الأخطر أن الموقع قدّم “قائمة أسعار” لعمليات الاعتداء: 2,000 دولار لتعليق لافتات أمام المنازل، و20,000 دولار لحرق السيارة والمنزل، و100,000 دولار لعملية الاغتيال. كما نشر الموقع مئات الأسماء الإضافية لعلماء وطلاب مقابل 50,000 دولار لقتل كل منهم.
استخدام الموقع تقنيات تشفير وإخفاء الهوية أعطى الانطباع بأنه مشروع منظم، وفتح الباب لاتهامات مباشرة لإيران بالوقوف وراءه، فيما سارعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية—الشاباك والموساد—للتحقيق في مصدر الموقع، وتم بالفعل إصدار تعليمات عاجلة للأكاديميين بعدم نشر خطط سفرهم وزيادة درجات الحذر.
اللجان الأكاديمية الإسرائيلية عبّرت عن حالة صدمة كبيرة، معتبرة ما حدث “تصعيدًا خطيرًا وعدائيًا” يمس حرية البحث العلمي ويعرّض حياة العلماء للخطر.
وأعربت لجنة رؤساء الجامعات عن قلقها الشديد، مؤكدة أن “التحريض الداخلي، المتزامن مع موجة معاداة السامية عالميًا، يخلق خليطًا سامًا قد يؤدي لكارثة”.
أما الرابطة الوطنية للطلاب فوصفت الأمر بأنه “محاولة إرهابية كاملة الأركان”، مطالبة الحكومة وأجهزة الأمن باتخاذ إجراءات فورية.
وتؤكد تقارير متعددة أن الموقع أُغلق بعد ساعات من كشف “Ynet” له، لكن المخاوف الإسرائيلية مستمرة، خصوصًا مع قدرة المعلومات المنشورة—حتى لو كانت بعض تفاصيلها غير دقيقة—على تعريض الأكاديميين للخطر في الداخل والخارج.


تعليقات 0