“كابوس الأجواء”.. مسيرات مجهولة تطارد نووي أوروبا وتستنفر مقاتلات الناتو

لم تعد الطائرات بدون طيار (الدرونز) مجرد أداة للتصوير أو الترفيه، بل تحولت إلى “سلاح صامت” يطرق أبواب أكثر المواقع حساسية في القارة العجوز.
فمن قواعد الغواصات النووية في فرنسا إلى مفاعلات بلجيكا وأجواء رومانيا، تعيش أوروبا حالة من الاستنفار الأمني غير المسبوق لمواجهة تهديدات “هجينة” قادرة على اختراق الرادارات وإحداث شلل سياسي وأمني بلمحة بصر.
اختراقات فوق “الخطوط الحمراء”
شهدت الأيام الأخيرة سلسلة من الحوادث التي رفعت منسوب القلق في مراكز القرار الأوروبي:
فرنسا: تحقيقات مكثفة في قاعدة “إيل لونج” ببريتاني -الحصن الحصين للغواصات النووية الفرنسية- بعد رصد تحليق غير قانوني لمسيرات مجهولة، في خرق أمني طال “قلب” الردع النووي الفرنسي.
رومانيا: استنفار جوي أدى لنشر مقاتلات (F-16) رومانية و”يوروفايتر” ألمانية لاعتراض مسيرتين اخترقتا المجال الجوي بالقرب من الحدود الأوكرانية.
بلجيكا: مطار بروكسل يواجه الفوضى؛ حيث أدى رصد طائرات مسيرة لإلغاء رحلات جوية، مما دفع وزير الأمن “برنارد كوينتين” للدعوة لاجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي.
لماذا ترتجف أوروبا من “الدرونز”؟
يؤكد خبراء الأمن أن خطورة هذا السلاح تكمن في كونه “منخفض التكلفة وعالي التأثير”، حيث يوفر ميزات تجعل الأنظمة الدفاعية التقليدية في حيرة:
سيناريو الهجوم الصامت: صغر الحجم والتحليق المنخفض يسمحان لها بتفادي الرادارات التقليدية.
الحرب الهجينة: القدرة على جمع معلومات دقيقة، وتعطيل أنظمة الطاقة، وتنفيذ مهام تخريبية دون ترك بصمة بشرية واضحة.
التأثير النفسي: مجرد ظهور طائرة فوق منشأة نووية أو مخزن للنفايات المشعة كفيل بإحداث حالة من الرعب الشعبي والارتباك السياسي.
من يحرك “الأشباح الطائرة”؟
رغم غياب الاتهامات الرسمية، إلا أن أصابع الاتهام تشير نحو “جهات دولية معادية” أو جماعات تخريبية تسعى لإرباك الأمن الأوروبي ضمن ما يعرف بالحروب الرمادية. ويؤكد المراقبون أن “الغموض” حول هوية المشغلين هو جزء متعمد من الاستراتيجية لزعزعة الاستقرار.
استراتيجية الدفاع الجديدة
ردًا على هذا “العدو الصغير”، بدأت الدول الأوروبية ثورة في عقيدتها الدفاعية تشمل:
نشر أنظمة تشويش إلكتروني ورادارات قصيرة المدى مخصصة للأجسام الصغيرة.
تقييد مشدد للمجال الجوي حول البنى التحتية للطاقة والقواعد العسكرية.
رفع مستوى التنسيق الاستخباراتي العابر للحدود لرصد أنماط هذه التحليقات المشبوهة.


تعليقات 0