كارثة إنسانية تتفاقم في غزة مع البرد والسيول.. واللجنة المصرية تكثف تدخلها الميداني

وسط ظروف مناخية بالغة القسوة، تشهد الأوضاع الإنسانية داخل قطاع غزة تدهورًا خطيرًا، في ظل موجة برد شديدة ومنخفض جوي عنيف، تزامنا مع دمار واسع طال المنازل واعتماد آلاف الأسر على خيام متهالكة لا توفر حماية من الأمطار أو البرودة، وهو ما أدى إلى سقوط ضحايا، بينهم أطفال، نتيجة هذه الظروف الجوية القاتلة، بحسب ما أكده محمد منصور، المتحدث باسم اللجنة المصرية لإغاثة غزة.
وأوضح منصور، خلال تصريحات تليفزيونية، أن الخيام التي يعيش فيها آلاف النازحين لم تعد صالحة للاستخدام، ولا تقي من البرد أو الأمطار، ما فاقم من معاناة السكان، خاصة مع غرق مخيمات كاملة بفعل السيول، لافتًا إلى أن اللجنة المصرية تتحرك على الأرض بقرار من القيادة المصرية، وبتنسيق كامل مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والمؤسسات الأممية، والدفاع المدني، من خلال غرفة عمليات مشتركة لمواجهة تداعيات المنخفض الجوي.
وأشار المتحدث باسم اللجنة المصرية لإغاثة غزة إلى أن فرق الإغاثة تدخلت بشكل عاجل في منطقة مواصي خان يونس، حيث تضررت مخيمات النازحين بشكل كبير، وتم إجلاء عدد من العائلات المتأثرة ونقلها إلى مخيمات تابعة للجنة المصرية، مع توفير خيام بديلة، وأغطية، ومستلزمات أساسية بصورة فورية للتخفيف من آثار الأزمة.
وأضاف منصور أن تدخلات اللجنة امتدت كذلك إلى شمال قطاع غزة، وبالتحديد في منطقة بئر النعجة، بعد انهيار عدد من المنازل على سكانها نتيجة السيول وغزارة الأمطار، موضحًا أن فرق اللجنة شاركت بالمعدات الثقيلة في فتح الطرق المغلقة، والبحث عن العالقين، بالتعاون الكامل مع طواقم الدفاع المدني.
وأكد أن عمل اللجنة المصرية لإغاثة غزة لا يقتصر على التعامل مع الطوارئ المناخية فقط، بل يستمر على مدار الساعة وفي مختلف مناطق القطاع من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، مشيرًا إلى أن اللجنة قدمت أكثر من 54 ألف طرد غذائي للنازحين في رفح، بالإضافة إلى توزيع نحو 90 ألف كيس دقيق في خان يونس، فضلًا عن 270 ألف عبوة لحوم جاهزة، ضمن المساعدات التي تم توفيرها بدعم مباشر من الشعب المصري.
وأوضح منصور أن اللجنة تستعد خلال الفترة المقبلة لإطلاق حملات إغاثية جديدة في المحافظة الوسطى، تشمل توزيع أكثر من 84 ألف طرد غذائي، على أن تمتد هذه الحملات لاحقًا إلى مدينة غزة وشمال القطاع، في إطار خطة متكاملة لتوسيع نطاق الدعم الإنساني.
كما أشار إلى أن اللجنة المصرية أنشأت أكثر من 22 مخيمًا للنازحين، من بينها مخيمات كبرى في محور نتسريم، تضم ما يزيد على 15 ألف خيمة في منطقتي الزهراء ونتسريم، لتوفير مأوى آمن للأسر المتضررة.
واختتم المتحدث باسم اللجنة المصرية لإغاثة غزة تصريحاته بالتأكيد على استمرار الجهود المصرية لدعم أهالي القطاع، من خلال توفير المأوى والغذاء والخدمات الصحية، إلى جانب حفر آبار مياه وتجهيز عيادات طبية داخل المخيمات، مشددًا على أن مصر ستظل حاضرة إلى جانب الشعب الفلسطيني في مختلف الظروف والأوقات.


تعليقات 0