24 نوفمبر 2025 11:51
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

لواء سابق في الشرطة الفلسطينية يكشف تفاصيل صدامه مع حماس وظهور مجموعته المسلحة في غزة

في ظل تصاعد التوتر الداخلي في قطاع غزة، خرج اللواء شوقي أبو نصيرة، الضابط السابق في جهاز الشرطة بالسلطة الفلسطينية، ليكشف ملامح المواجهة الدائرة بينه وبين حركة “حماس”، وما دفعه إلى تشكيل مجموعة مسلحة لمواجهة نفوذ الحركة داخل القطاع.

ويؤكد أبو نصيرة أن تحركه ليس خيارًا سياسيًا بقدر ما هو “واجب لحماية الناس”، على حد وصفه، في ظل ما يعتبره تجاوزات واسعة ارتكبتها الحركة على مدار سنوات.

ويشير أبو نصيرة في حديثه لـ”جسور نيوز”، إلى أن الشرارة الأولى لتحركه جاءت بعد اغتيال ثلاثة من ضباط مخابرات السلطة، بينهم “أبو أدهم القصاص” و”أبو رشوان”، دون محاسبة أي عنصر من الحركة.

ويقول إن هذا الحدث جعله يدرك أن “كل صوت معارض لحماس يصبح مستهدفًا”، مضيفًا: “كنت أعلم أن مصيري سيكون كمصيرهم إن لم أحمل السلاح”.

اتهامات بالتجاوزات ورفض أي حل سياسي

ويتهم اللواء أبو نصيرة الحركة بارتكاب انتهاكات واسعة ضد أبناء القطاع، تشمل القمع والتخوين وفرض الإتاوات، إلى جانب ربط قرارها السياسي بإيران.

ويضيف أن “حماس تعيش على جباية الناس وكل ما يخص المواطن تستولي عليه باسم المقاومة”، معتبراً أن تركيا وقطر وإيران جميعها تمارس تأثيرًا على الحركة يجعلها – حسب وصفه – أشد قسوة على القضية من الاحتلال نفسه.

رحلة أسير سابق إلى مواجهة مفتوحة

ويستعيد أبو نصيرة محطات من حياته، بدءًا من دخوله السجون الإسرائيلية في سن العشرين وقضائه 16 عامًا في معتقلات المجدل والسبع وشطة والعزل “بتهم العمل الفدائي”، قبل أن يعود للعمل في أجهزة السلطة الفلسطينية لمدة أربع سنوات، إلى أن وقع “الانقلاب الأسود” الذي تتهم به السلطة حركة حماس.

ويقول إن غزة دخلت بعدها في دوامة “20 عامًا من القهر والقتل والتشرد”.

ويضيف أن المجتمع الغزّي دُمّر خلال هذه السنوات، وأن الهجرة طالت الرجال والنساء، وتحولت حياة الناس إلى معاناة يومية. ويرى أن عملية “طوفان الأقصى” لم تكن عملاً يصب في مصلحة القضية، بل “مؤامرة إيرانية أميركية إسرائيلية استخدمت فيها الحركة كأداة”.

تهديدات مباشرة وردّ مسلح

بعد انتقاده لطوفان الأقصى، يقول أبو نصيرة إن اسمه وُضع على صفحة “امسك عميل” التابعة للحركة، قبل أن يتلقى تهديدات من قيادات أمنية وعسكرية في حماس، بينهم زكي البريد وسليمان أبو سعادة وخالد أبو عنزة وأسامة أبو عنزة.

ويؤكد أنه ردّ عليهم بأنه “سيكون من يلقي القبض عليهم”، ومنها – كما يقول – بدأت المواجهة.

ويكشف أنه يقود اليوم مجموعة تضم أكثر من 30 مقاتلاً، جميعهم تركوا بيوتهم بحثًا عن “الخلاص من الظلم”، وأنهم قرروا مواجهة الحركة بشكل مباشر.

سيطرة متآكلة ومشاهد من داخل المستشفيات

ويرى أبو نصيرة أن “حماس فقدت السيطرة فعليًا”، وأن ما تبقى منها “جيوب ضعيفة” تختبئ في المستشفيات، مشيرًا إلى أنه زار مستشفى ناصر وشاهد عناصر من الحركة وعائلاتهم يفترشون الغرف بينما يبقى المواطنون في الممرات.

ويتهم الحركة بإعادة تجنيد الشباب خلال الهدنة رغم حالة التفكك الاجتماعي، ووجود آلاف الأرامل والأطفال بلا تعليم.

صعود غير مؤهلين… ومثال “طباخ الفول والحمص”

ويتحدث اللواء عن “انهيار بنيوي” داخل الحركة، قائلاً إن شخصيات بلا خبرة صعدت إلى مواقع حساسة، مثل الشيخ زكي الدرديسي الذي كان – بحسب كلامه – يعمل طباخ فول وحمص قبل أن يصبح قياديًا أمنيًا كبيرًا. ويرى أن هذا المثال يعكس “الفوضى والترهل” داخل الحركة.

بداية تنظيم مضاد معسكر ومدرسة ومستشفى

ويؤكد أبو نصيرة أنه بدأ خلال الشهرين الماضيين إنشاء معسكر مدني ومدرسة ومستشفى لجذب الناس بعيدًا عن سيطرة الحركة، مضيفًا: “القطط أكلت جثث شعبنا… ولو كان لدى حماس ذرة حياء لتركوا الحكم من زمان”.

ويختتم بالقول إن خروجه من منزله وابتعاده عن أسرته جاء بسبب “الظلم اليومي” الذي شاهده في شوارع غزة، مؤكدًا أنه يخوض اليوم معركة “للدفاع عن شعبه”.